شخصيات مميزة فى سطور..أحمد رامى

أحمد رامي شاعر، ومترجم، وأمين مكتبة، وكاتب ..ولد الشاعر أحمد رامي في عام 1892 بحي السيدة زينب بالقاهرة، ودرس في مدرسة المعلمين التي تخرج فيها عام 1914 ليسافر بعدها إلى باريس ببعثة لدراسة اللغات الشرقية ونظم الوثائق والمكتبات ويحصل على شهادة من جامعة السوربون.
درس أحمد رامي اللغة الفارسية في معهد اللغات الشرقية بباريس، مما ساعده فيما بعد على ترجمة «رباعيات عمر الخيام»
عُرف رامي بأنه “شاعر الشباب”، ومن الطرائف أنه عندما عاد من باريس كان يكتب أشعاره في مجلة اسمها “الشباب”، وكان صاحب المجلة ينشرها مقرونة باسم “شاعر الشباب” نسبة إلى المجلة، لكن المجلة توقفت وبقيت الصفة ملازمة لأحمد رامي
كان رامي من رموز عصره من الشعراء، وأهم من كتبوا الشعر الغنائي في القرن العشرين .
شكلت أعماله وأغنياته التي كتبها لكبار النجوم علامات في تاريخ الغناء العربي، وكان من ضمن رواد عملوا على تطويره منذ بدايات القرن العشرين .
وعن بدايات رامي في عالم الكتابة نذكر أن فترة نهاية القرن الـ19 شهدت ميلاد مجموعة من العظماء في مصر بشتى المجالات، ومن بينها الفن والأدب، مثل طه حسين، وعباس محمود العقاد، وسيد درويش، وبيرم التونسي، وأحمد رامي، وبدأ إنتاجهم الفني في الظهور مع بدايات القرن العشرين ليحدثوا نهضة ثقافية كبرى نعيش على أثرها حتى الآن، وفي مجال الشعر يمكن القول إن نهضة شعرية جديدة تأسست بعد نهضة الكلاسيكية الشعرية على يد محمود سامي البارودي الذي تتلمذ هو وأمير الشعراء أحمد شوقي على يد الشيخ حسن المرصفي، فجاء رامي والأرض ممهدة بجهود هؤلاء العظماء”.
ظهر إنتاج رامي الأول وهو في سن الـ20، وعرضه على حافظ إبراهيم الذي دفعه للتطوير من نفسه وإيجاد صور شعرية جديدة، ويمكن القول إن رامي كان أقرب لشعراء المدرسة الرومانسية التي لم تكن قد تأسست بعد عند بداياته في عالم الشعر وروادها هم علي محمود طه، وإبراهيم ناجي، ومحمود حسن إسماعيل، لكن المنطقة الأساسية التي برع فيها رامي، وكان رائداً وغير مقلد، هي الشعر الغنائي، أو القصيدة المغناة”.
إلى جانب نظمه الشعر عين أحمد رامي في مناصب عدة، من بينها أمين مكتبة دار الكتب المصرية، وأمين مكتبة بعصبة الأمم في جنيف بعد انضمام مصر إليها، كما عمل مستشاراً للإذاعة المصرية، ونائباً لرئيس دار الكتب المصرية، ومن أهم مؤلفاته “ديوان رامي”، بأجزائه الأربعة، و”أغاني رامي”، و”غرام الشعراء”، و”ترجمة رباعيات الخيام”.
كان اللقاء الأول بين رامي وأم كلثوم في 24 يوليو (تموز) من عام 1924 بحديقة الأزبكية في القاهرة، ولم تكن وقتها هي “كوكب الشرق” التي يعرفها الناس، وإنما كانت فتاة ريفية بسيطة صغيرة في السن تغني وهي مرتدية العقال في زي أشبه بأزياء الرجال، وكان رامي عائداً لتوه من فرنسا وذاهباً بدعوة من الملحن الشيخ أبو العلا محمد لسماع الفتاة التي بدأ صيتها في الانتشار لترحب به أم كلثوم بلهجتها الريفية قائلة “ازيك يا سي رامي”، ومن ثم تشدو بقصيدة من كلماته ليستمع لأول مرة إلى صوتها الذي كان بالنسبة له وكأنه سحر أصابه حتى اليوم الأخير من حياته .
كتب رامي لأم كلثوم 200أغنية، أي نحو نصف ما غنت ولم يتقاض أجراً عن أي منها وكأن سحر أصابه من كثرة الإعجاب الذي اصابه من روعة صوتها
ربما كانت قصة الحب التي استمرت لما يزيد على 50 عاماً والمشاعر المتدفقة التي احتفظ بها رامي لأم كلثوم هي واحداً من عوامل النجاح لكليهما، فكانت الجماهير العريضة، سواء التي تحضر الحفلات في المسارح أو التي تلتف حول جهاز الراديو في الخميس الأول من الشهر، تنتظر بشغف ماذا كتب رامي وكيف ستشدو “الست” بهذه الكلمات وتعبر عنها حينما يعلن أنها ستغني واحدة من أغنياته، و عنده وفاتها قال :
ما جال في خاطري أني سأرثيها .
بعد الذي صغت من أشجى أغانيها
قد كنت أسمعها تشدو فتطربني
واليوم أسمعني أبكي وأبكيها
اعتزل رامي الكتابة وساءت حالته الصحية لسنوات عدة ولزم بيته إلى أن وافته المنية في 5 يونيو (حزيران) 1981 تاركاً إرثاً كبيراً من الشعر الذي أصبح الآن ليس فقط كلمات أو أغنيات، وإنما جزءاً رئيساً من إرث مصر الثقافي الفني، وإحدى أدوات قوتها الناعمة.
عن تجربة رامي مع فناني عصره، كتب رامي لمطربي عصره من أمثال ليلى مراد وأسمهان وفريد الأطرش، وكتب أيضاً لمحمد عبدالوهاب الذي كان له معه تجارب ناجحة، وكتب له مجموعة من أشهر أغنياته مثل (يا دنيا يا غرامي)، و(يا وابور قولي)، و(هان الود). إلا أنه في تلك الحقبة كان هناك قطبان للغناء في مصر هما أم كلثوم ،وعبدالوهاب، ولم ترض أم كلثوم عن كتابة رامي لعبدالوهاب الذي يعد منافسها الأقوى، وعندما ثار غضبها من هذا الأمر اتجه رامي إلى قطب أم كلثوم التي تألقت وأبدعت في غناء كلماته وقلل التعاون جداً مع غيرها، وعلى رأسهم عبدالوهاب الذي اعتمد بعدها بصورة كبيرة على الشاعر حسين السيد”.
تجارب سينمائية :
مع بدايات القرن العشرين بدأ ظهور السينما في مصر، إلا أنها ازدهرت مع مطلع فترة الثلاثينيات، وكان أحمد رامي من بين الرواد في الكتابة للسينما، سواء كتابة الأغاني أو كتابة قصص الأفلام والحوار، حيث شارك في نحو 30 فيلماً من كلاسيكيات السينما المصرية، ومن بين أشهر الأفلام التي كتب لها الأغنيات “الوردة البيضاء”، عام 1932، و”يحيا الحب” من إنتاج عام 1938 لمحمد عبدالوهاب، وبعض أفلام ليلى مراد التي حملت اسمها وحققت نجاحات كبيرة، وأفلام لفريد الأطرش، إضافة إلى أفلام أم كلثوم.
كتب للمسرح مسرحية «غرام الشعراء»، وترجم مسرحية «سميراميس». كما ترجم كتاب في «سبيل التاج» من فرانسوكوبيه كما ترجم «شارلوت كورداي» لـ يوتسار، ورباعيات الخيام وعددها 175 وكانت أول الترجمات العربية عن الفارسية، كما ترجم بعض قصائد ديوان ظلال وضوء لسلوى حجازي عن الفرنسية.
من الجوائز والأوسمة التقديرية.
في عام 1965 نال جائزة الدولة للآداب وسام التميز الفكري من الملك الحسن الثاني ملك المغرب.
نال وسام الاستحقاق من الدولة في الأدب عام 1967.
وقد نال دكتوراه فخرية من أكاديمية الفنون عام 1976، وحصل على وسام الاستحقاق اللبناني المرموق، ومنحته جمعية الملحنين ومقرها باريس درعًا تذكاريًا ،تقديرا لمساهماته.
قصيدة من قصائده
قصيدة يا مسهرني غنتها أم كلثوم
ما خطرتش على بالك يوم تسأل عني
وعينيا مجافيها النوم يا مسهرني
أنا قلبي بيسألني: إيه غير أحواله
ويقولي بقى يعني.. ماخطرتش على باله
أمال غلاوة حبك فين.. وفين حنان قلبه عليا
وفين حلاوة قربك فين.. فين الوداد والحنية
يا ناسيني وانت على بالي
وخيالك ما يفارق عيني
ريحني واعطف على حالي
وارحمني من كتر ظنوني
لا عينيا بيهواها النوم
ولا بخطر على بالك يوم
تسأل عني ..
يااااااااااا يا مسهرني
اسأل عن اللي يقضي الليل
بين الأمل وبين الذكرى
يصبر القلب المشغول ويقوله نتقابل بكره
وبكره يفوت وبعده يفوت
ولا كلمة ولا مرسال
وهو العمر فيه كام يوم
وأنا بعدك عليا طال
يا ناسيني وانت على بالي
وخيالك ما يفارق عيني
ريحني واعطف على حالي
وارحمني من كتر ظنوني
لا عينيا بيهواها النوم
ولا بخطر على بالك يوم
تسأل عني ..
يااااااااااا يا مسهرني
يا مسهر النوم بعنيا
سهرت أفكاري وياك
الصبر ده دا مش بإيديا
والشوق واخدني في بحر هواك
أقول لروحي وأنا ذنبي إيه
يقولي قلبي حلمك عليه
مسيره بكره يعطف علينا
ونبقى نعرف هجرنا ليه .. ليه ليه هجرنا ليه
يا ناسيني وانت على بالي
وخيالك ما يفارق عيني
ريحني واعطف على حالي
وارحمني من كتر ظنوني
لا عينيا بيهواها النوم
ولا بخطر على بالك يوم
تسأل عني ..
يااااااااااا يا مسهرني
تعالي خلي نسيم الليل على جناح الشوق يسري
الهجر طال والصبر قليل والعمر أيامه بيجري
طالت الأيام، تعالالي قوام
دنا عندي كلام بدي أقوللك
أنا عندي كلام وف قلبي هيام أوصفهولك
ونعيش أيام ولا في الأحلام
يا ناسيني وانت على بالي
ارحمني من قسوة قلبك
ريحني واعطف على حالي
خليني أتهنى بقربك
وأنا عيني يهواها النوم
ولا أشكي ولا أقولك يوم
إسأل عني ..
يااااااااااا يا مسهرني