تراءت


الشاعر :مصطفي محمد كردى
تراءت بطَرفٍ أحرقَت منّيَ الطَّرفا
فكيف يراها بعدما لَقِيَ الحَتفا
وكم من حروفٍ قد حَمَلتُ لوصلِها
فإن وَلَدَت حَرفًا أماتت ليَ الحَرفا
لها الحُسنُ وصفٌ فالجمالُ نصيبُها
وكان نصيبي من لِقا وصفِها الخَسفا
ومن عَجَبٍ أنّ الذين تحرّروا
قد اختُطِفوا فالحُرُّ نالَ الهوى خَطفا
فكانوا أُسارى والأسيرُ مكبّلٌ
لديها بعَطفٍ فالعَطوفُ سَبَت عَطفا
فإن قَبَضَت روحًا تَهيمُ برَوحِها
وإن نَفِسَت نَفسًا أرادَت لها نَسفا
حَلَفتُ لشَهدِ العشقِ أني متيّمٌ
وكم حَلَفَ العشّاقُ كم شَهِدَت حَلفا
تَسَمّت فكانت في الرُّسومِ سِماتُها
فلا تسألوني واسألوا رسمَها الأوفى
إذا رَضِيَت رضوى وإن غَضِبَت لظى
وإن خَفِيَت تَبدو وإن ظهرت تَخفى
وذاقَ فؤادي من تدلّي قُطوفِها
وصفّاهُ عند الذّوقِ فانسابَ ما صَفّى
شربتُ بعصرِ القلبِ صِرفًا فكَفُّها
قد اعتصرَت قلبي فصارَ لها صِرفا
غَرَفتُ بسِرّي من سُلافةِ حانِها
وما اغتَفَرَت بعد اغترافي به غَرفا
فكان ربيعي من هواطلِ خَرفِها
وحانَ شتائي بعدما بَلَغَ الصّيفا
هو الحبُّ في عُرفِ المفاتنِ رَعشةٌ
بها يستوي الأحبابُ عند الوفا عُرفا