الأدب والشعر

صفقة عمي شاهين

حاتم محمد الغيطاني

حاتم محمد الغيطاني

عمي شاهين يحيا حياة أهل الريف البسطاء السعداء. يزرع الأرض، ثم يحصد الزرع ،ويبيع المحصول… وفي يوم فكر ،و قدَّر، وقرر أن يعقد صفقة تجارية ببعض جنيهات قد أدخرها منذ سنوات… أشترى بقرة و قد نذر أن يكون إنتاجها من الإناث له، ولأهل بيته.. يشربون لبنها، ويأكلون من خيرها،…ويترك إنتاجها من الذكور يسمن، ويكبر، ثم يُذْبَحُ، ويُوَزَّعُ لحمه، وشحمه على ذوي القربى، واليتامى، والمساكين وقد أستمر المشروع أعواما، وسنين… سنةً تنتج البقرة ذكرا يتقرب به لله… وسنةً تنتج البقرة أنثى يتركها له ولأهل بيته… أستمر الحال كما قَدَّر، و نذر…حتى امتلأ الدار بالبقر، وزاد الخير وازدهر..
ثم سافر؛ ليزور البيت العتيق .. فطاف، وسعى، ورمى الحصى.. وبعد الحج عاد لأهله، ثم قضى نحبه…

عاش ولده على منواله ونهجه، ثم سار الأحفاد على سير الأجداد؛ فكثر الخير وزاد …وامتلأ البيت بركة من أصل بقرة، وقد زرع الجد الشجرة، وقطف الولد الثمرة، وسار على نهج الآباءِ الأحفادُ الذين توارثوه من الأجداد… وما كان لله دام وَاتصل، وما كان لغيره انقطع وانفصل.

من حكايات مصر المحروسة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى