Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

من الذكريات

فايل المطاعني

فايل المطاعني

الذكريات ذلك الصندوق المقفل على شاطئ الأمنيات  الحلم 

من أغرب القصص التي صادفتني ، هذه القصة التي سوف اروي أحداثها الليلة.

ذات مساء ربيعي ، قبل أربع سنوات . كنت كعادتي أحاول أن أكتب قصة جديدة ، ولكن في ذلك اليوم لم يأتي الإلهام فتركت القلم وهذا ما أفعله عندما يخذلني الإلهام أن أترك القلم وأجلس اللعب مع أطفالي ، فتلك بالنسبة لي متعة لا يعادلها متعة ، وفجاءة سمعت صوت هاتفي المتحرك يرن ، كانت المتصلة فتاة هكذا بدت لي و أظن وأن بعض الظن إثم أنها في الرابعة والعشرين ربيعا .

وقبل أن أتحدث قالت :أريدك ان تكتب قصتي .فقلت لها مازحا : يا حسناء. ردي السلام أولا وبعدها نتحدث ..قالت وبصوت مبحوح :أسمى ( مزن سالم ) ، و أريدك أن تكتب ما سوف أقوله دون زيادة أو نقصان

فقلت لها ولم أجد إلى الدخول إلى عالمها أية وسيلة أو حيلة فقلت لها : حسنا هات ما عندك .

فقالت : أنا عائدة من الموت!

حاولت أن أفهم معني ذلك تلك الكلمة ، ولكن استعصت علي ،فقلت لها : هيا لنسمع الحكاية فقالت .

أنا فتاة مخطوبة لإبن عمي منذ كنا صغار ،وحين كنت صغيرة مرضت مرضا شديد ، فنذر والدي أن شفيت أن يذبح بقرة ،والحمدلله شفيت ولكن والدي نسي أن يوفى بنذره ،وهنا تبدأ الحكاية

وسكتت مزن ،ولم تكمل حكايتها ،وأنا أسمع أسمع بكاء خفيف تحاول أن لا تبديه، وبعد صمت استمر دقائق ، قالت هل يمكن أن أقابلك أستاذ ، فقلت لها :على الرحب والسعة ،مثلما تريدين ،والحقيقة شدني حديثها ،ومن إحساس الكاتب علمت أن هناك خطبا ما

وجاء الصباح وأصوات العصافير تملأ الدنيا بذلك الضجيج الجميل ،حاملة الخير والحب والسلام.

ورأيت رسالة صباحية ،تحمل تحية الصباح وايضا دعوة إلى إحدى المقاهي الراقية في إحدى المنتجعات في مدينتنا ،فذهبت والفضول يكاد يقتلني.

استقبلتني بكل ترحاب بالفعل فتاة لم تتجاوز الخامسة والعشرون من العمر ، ولكن لمن يراها يقول أنها في الثامنة عشر من العمر ، أنيقة و جميلة ، ولديها شامة على خدها الأيمن تميزها و خاتم من الألماس يزين يدها النحيلة الجميلة فعلمت أنها مخطوبة، ولكن آثار الإرهاق يكاد يطيح بكل ذلك الجمال ،

فقلت لها :ماذا لديك ؟

لمحت إبتسامة تكاد تخفيها من حيائها .ولكن تماسكت ثم قالت :أنني أعلم إنك تحب شراب المانجو مع الأناناس مزين بالفستق الحلبي ،اخذتني الدهشة فعلمت أن الكاتب حياته ليست ملكه فهو ملك معجبيه .فقلت لها :حسنا ونحن في إنتظار ذلك الشراب الرائع هل يمكن أن تقولي ماذا حدث لك إن الفضول يقتلني !

فقالت . أستاذ أنه حلم ، حلمت به ،ولكن لم يكن خيال كان حقيقة وأنا أعلم لن يصدقني أحد ، لذلك أردت أن تكتبها وكأنها قصة من قصصك .

حلمت أنني ميتة ،حاولت أن انهض أو أصرخ لكن لا أحد يسمعني الكل من حولي يبكي ولكني لم أمت أنا نائمة وأريد النهوض ولكن لا أحد يساعدني، وفجاءة جاء رجلان شديدا البياض فوق رأسهم عصبة بيضاء و لحيتهم طويلة جدا تكاد تصل إلى السرة

يا الله أنهم يحملاني، و يغادرا المكان أنا أبتعد عن أهلي !

أري أمي تبكي وأخواتي وبنات خالتي وصديقاتي الكل يبكي أسمع بكائهم أحاول أن أصرخ ولكن لا أحد يسمع صراخي ،تكاد حبال صوتي تنقطع من الصراخ ولكن لا جدوي ،من هؤلاء الرجال ؟ وإلى أين ياخذني إنهم يقفان خلف النافذة المرعبة وكأنهم بأنتظار إذن الدخول أو ما شابه.فقلت لها مقاطعآ : آية نافذة ؟

قالت مزن: انها نافذة بيتنا القديم وسكتت برهة ثم قالت : أقصد بيت جدي كان بيت جدي ،ولكن والدي أخذه من إخوته بعد أن قال لهم بأن جدي قد باعه له …وبعدها استأنفت حديثها قائلة:

إني أري النافذة تتحول إلى باب كبير ويدخل منه الرجلان وهم يحملاني معاهم، ما هذا المكان ؟

مكان موحش الرائحة كريهة جدا وكأنه كهف أو ما شابه وأخذ بصر مزن يجول في المكان والرجلان يطوفون بها حول صخرة كبيرة عليها غطاء أحمر مثل طواف المسلمون بالكعبة المشرفة ما هذا أنني أري في الركن هناك خالي علي الذي قيل لنا أنه مات في حادث دهس

وإلى يساره تقف جارتنا علياء التي ماتت أثناء ولادتها لابنتها واخذت أصرخ :خالي علي خالي علي ولكن خالي لا يسمعني ولا يراني

ومن هذا الواقف كهيئة الصنم أنه إبن عمي محمود الذي قيل لنا أيضا أنه توفي إثر حادث سير وهو متوجه الى عمله وبكت

مزن :كل أهلي الأموات هنا ولكنهم لا يعرفونني لا يلتفتوا إلى وأنا الآن مثلهم ميتة.

الرجلان يقفان عند باب ضخم وعليه حرس كأنهم ينتظروا الأذن بالدخول فتح الباب

دخلت مع الرجلان على شخص يجلس على كرسي ضخم وكأنه عرش مثل الذي نشاهد في المسلسلات التاريخية من هذا الرجل و جحظت عيناي وأنا أري عمي راشد يسجد إلى ذلك الرجل الجالس على الكرسي الضخم وهو يقول بلهجة الذليل

العم راشد: سيدي هذه الفتاة التي وعدت أن أتى بها فداء لي فهل تتعطف وتقبلها منى وتعتق رقبتي يا سيدي العظيم

نظر ذلك الرجل إلى وقال و بلهجة الأمر :اخلعوا ملابسها

ورأيت الرجلان يخلعوا ملابسي وأخذ كبيرهم يفحص جسدي وفجأة قال وبلهجة غاضبة

ارجعوها لا أريدها لا أريدها

هذه الأضحية فيها عيب

ورأيت وجه عمي راشد يتلون والخوف قد سيطر عليه .

وأخذ يتوسل إلى ذلك الرجل ويقول له:سيدي هذه أجمل بناتنا جئت بها إليك فماذا بها من علة

الرجل :,أنظر الى ظهرها هناك وحمة أعلى كتفها

وأشار غاضبا إلى الرجلان :ارجعوها ارجعوها

وحملاني الرجلان والغضب يكاد يعصف بهما و ابتسمت مزن وهي تقول :تلك الوحمة التي كنت اكرهها هي التي أنقذت حياتي .

ودخلا من النافذة إلى البيت وسقطت بقوة على الأرض حتى صرخت من قوة الالم

وهنا سمعت أمي تقول : الحمدلله الحمدلله الحمدلله لقد فاقت من الاغماء لقد كتب لها عمر جديد ….

هذه القصة من ذاكرة كتاباتي وقد روتها مزن لي منذ اربع سنوات وهي قصة حقيقية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى