Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

سنابل لم تجف…الجزء الثاني

سميره بن سلمه التميمي

سميره بن سلمه التميمي

قبلت رأس أمي، توسدت على ركبتيها، أبتسمت أبتسامتها الجميلة التي لم أراها إلا قبل وفاة والدي بعام كامل ، كل شئ في الحياة أصبح في نظرها جميلا…وكل شئ مع إبتسامة أمي صار في عيني روعة يزهر بها هي فقط…

في مرض والدي الذي توفي فيه رحمه الله، كان صمتها وأستغفارها عجبا، بل كان شعور والدي تجاهها مختلفا

لا أعلم لماذا؟

هل شعر والدي أخيرا بأمي، هل عرف أنه يعيش مع روح نقية رقيقة لاتعرف العبث ولا الكره!!

بادِرْ، فقَد أوْرَثتَني حزنًا

كم عَنكَ ما لا أُحبُّ الدهرَ يأتيني

كانت أمي تنتهي من خدمة والدي، ثم تتجه نحو مصلاها

كانت دموعها هذه المرة أمل في حياة أخرى تريد أن تعيشها بسعادة!

في إحدى الليالي قلت لها : هل هدأت الرياح القوية!!

فأجابت وهي تبتسم : لقد صارت الرياح نسيما لا تغلق معه الأبواب!!

‏‎لطالما كُنتَ كالمجنونِ تتبعُني

حتى تمكّنْتَ من قلبي وإحساسي

فصِرتَ تسألُ عن حالي مُجامَلةً

ولا تشارِكُني حُزني وإيناسي

يا باردَ القلب قُل شيئاً يُطمئِنُني

لا تُبقِني غارقاً في بَحرِ وسواسي

حتى مَتى أكتمُ الأوجاعَ مُنكسِراً

ولا يلينُ لحالي قَلبُكَ القاسي

قالت لي : الحياة خلال ٢٥ سنة مضت كانت مثل غابة موحشة، عشت في جنباتها داخل كهف مظلم أشعر ببرودة جدرانه، وعمق دهاليزه الكئيبة، وأما سنتين منها خلت كانت كجزيرة من الأحلام التي ترفرف نوارسها على شواطئها الدافئة، جزيرة خالية من كل البشر لا يطأ أرضها أحد سواي أنا ووالدك!

وإما السنة الأخيرة فكانت نسائمها ترتب فوضى كل تلك السنين!!

ولَستَ تدري هُدوئي كَم يُكلِّفُني

وكَم دفعتُ لهُ مِن مُهجَتي ثَمنًا‏

في صبانا عشق والدك أختي سنابل وبادلته هي هذا الشعور، كان عشق والدك لها واضحا، حتى أنه عندما أصبح في السنة الأولى من الجامعة، أخبر عمه الذي هو والدي بأنه يرغب في خطبتها قبل سفره للدراسة، وتمت الخطبة، ولا حديث في العائلة إلا عن حب سنابل وخالد

وتمضي السنين بينهما، حتى أنهى خالد دراسته وعاد، ثم أستقر في إحدى المدن الكبيرة وبعد أن أستقرت أموره، تقدم والده بشكل رسمي لعقد قرانه على سنابل.

وقبل عقد قرانهما بأسبوع، حدث أمر خطير غيرت مجرى حياتنا كله …..

هنا ساد صمت طويل من أمي نظرت إليها… فلمحت دمعة تزهق معها روحها، إنه نفس الأنين والوجع الذي كنت أراه خلال ٢٥ سنة!!

أقتربت منها وقبضت على كفيها مسحت دمعها

‎وأمَنَعُ عَينْي اليومَ أن تُكثِرَ البُكا

لتَسلمَ لي حتّى أراكُم بها غَدا

للقصة بقية…..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى