حـــــــــــــــــســـــــــــــــــرة


الشاعر :مصطفي محمد كردى
أدرتُ لـحـاظَ الـفكرِ حـتى رددتُـه
كـئـيبَ الـرّزايـا والـمـدامعُ تَـهمِلُ
فـقد فَـقَدَ الأعـلامُ فـي حَيِّ حَيِّنا
سـناهُم وصـالَ الـجاهلُ المُتجهِّلُ
وغابَت عن الأحلامِ من حِلمِ حِلمِنا
جَـبُـنّا وكــان الـصّـبرُ فـينا يُـعَوَّلُ
أمِـن عـربٍ كـنّا فـأين أولي النُّهى
رضـيـنا بـمـا لــم يَـرضَهُ الـمُتَعلِّلُ
تَـحـوّلَ فـيـنا شِـقوةً بـعد فَـرحةٍ
وكـنّـا عِـظـامًا حَـسـبُه الـمـتحوِّلُ
ومـا زال فـي نـفسِ الأبـيِّ سُلافةٌ
بـتـاريخِ خـيـرٍ عـنـدها يَـتحوقلُ
ويـضربُ مـن فَـرطِ الأسـافةِ كَفُّهُ
بـأخـرى يُـسَـرّي كَـربَـهُ الـمُتملمِلُ
وقـد زادَ مـن هـولِ الـمصابِ بأننا
كـذبـنا عـلـى ديــنٍ هَـدى نـتأوّلُ
قَـلَـبنا مــن الـفهمِ الـعليلِ شـبابَنا
فــصـار حـقـيرٌ بـالـدّناءِة يَـجـمُلُ
وبــانَـت لأشـيـاخِ الـمَـهابةِ هِـمّـةٌ
فــجـاؤوا بـعـلمٍ لـلـعمالةِ يَـعـملُ
فـيا أرضُ غُـصّي بـالمدامعِ حسرةً
عـلى عـرشِ شعبٍ لم يزل يَتنزّلُ