السعادة الحقيقيه


شيخة الدريبي
من منا لا يبحث عن السعادة ويسعى لها من منا لا يتمنى أن يستظل بظلها من شقاء الدنيا وصعابها من منا لا يتمنى أن يطيل الوقوف عند محطاتها إن السعادة غايةٌ مشتركة وحاجة أساسية وملحةٌ لا يختلف عليها اثنان لكن لماذا لا يصلها الجميع رغم سعيهم المستمر وسيرهم نحو دروبها وهذا يرجع إلى الفهم الخاطئ لمفهوم السعادة الحقيقية ..
فعندما ترتبط السعادة بأمور مؤقتة سينتهي الشعور بها حتمًا بزوال المؤثر فمن الناس من يرى سعادته بمال يجمعه أو شريك يكمل حياته معه أو منصب يصله أو بلد يسافر إليه لكن المال يفنى والناس يتغيرون والمنصب يزول وكل البلاد تقسو على أهلها فما سر السعادة الحقيقية أهيَ موجودةٌ أم أنها خيال خيوطها مرئية لنا أم أنها غائبة في بطن المستحيل ..
إن السعادة تنبع من أعماق الإنسان ونظرته تجاه الأمور لذلك قد نجد أغنى الناس تعيسًا يشكو الاكتئاب والضجر ونجد أفقرهم يحمد الله ويبتسم من أعماقه فالسر في قناعة الإنسان فيما بين يديه ودرجة إيمانه والسعادة معدية تنتقل طاقتها سريعًا وبشكل ملحوظ يقولُ المثل: (جاورِ السعيدَ تسعد ) فالصحبة الصالحة الإيجابية أهم أسباب السعادة ستكون سعيدًا متى قررت أنت ذلك فمجرد حزنك على أي شيء أو ندمك على آخر والوقوف على أطلال الخيبة
قلبه ويحفظ ماء وجهه ويبقي ونفسيته في دائرة الأمان ..
إن أعظم شعور وأكثره جمال ممكن أن يمر به الشخص هو السعادة والسعادة هي الرضا بما قسمه الله للإنسان والشكر الدائم له على نعمه وأكثر المفاتيح تأثيراً على الإنسان هي مرتبطة بتفاؤل الشخص ورضاه بما قسم الله له من خيره وشره كما يجب التوكل على الله في كل شيء..
والسعادة ينال الإنسان منها بقدر ما يقدمها لغيره بكلمة طيبة أو ابتسامة أو مواساة أو تقديم أي مساعدة تذكر دائمًا أنك تستحق السعادة وأن الله ما خلقك ليعذبك في الحياة وأن الصعب الذي يعترض طريقك يكون كبوصلة نجاح تهتدي بها للوصول إلى ما تنشد فابحث عن السعادة في كل بذورها والسعاده بعض أبوابها مغلقة تحتاج منك لطرقها بشغف وحب فكن سعيدًا وابتسم واترك الرضى على محيّاكَ يرتسم ..