وجه الحقيقة..حينما عرضت خارطة المطار على الرئيس

في العام 1993م كان الهم الأساس للقائمين علي مشروع سد مروي هو إنجاز عدد من المشروعات المصاحبة لقيام المشروع ضمن تمويل مشروعات المسؤلية الإجتماعية جلسنا في تلك الفترة للتفاكر ماهو الأجدي للبلاد في ظل الأنفتاح الأقتصادي والتنمية التي كان يفتقدها الريف السوداني و الأثر المتوقع من قيام سد مروي علي المنطقة حيث كان في الحسبان المشروعات الزراعية القائمة والمتوقعة بعد قيام السد.. بأعتبار أن الزراعة البستانية المتوقع أزدهارها تحتاج إلى الصادر لدعم الإقتصاد القومي.. هذا بجانب مايحدثه مطار في تلك الأنحاء من ربط لحركة الطيران العابر للبلاد في التزود بالوقود أو أي خدمات لوجستية يمكن أن توفرها المطارات.. كان حينها قرار أسبقية المطار إلى جانب جسر مروي كريمة ودنقلا السليم والدبة.. و العكد أم الطيور وشندي المتمة ومستشفي مروي للأورام وجامعة عبد اللطيف الحمد ومدينة الآثار وعدد من الطرق القومية (شريان الشمال) والداخلية بالولاية الشمالية ومشاريع اخري.
ذهبنا بذلك جميعه للرئيس البشير الذي كان يحرص علي متابعة أدق التفاصيل المتعلقة بسد مروي و التنمية المصاحبة وعرض الأمر في مجمله في إجتماع امتدة زها الساعتين علي غير العادة.. كان الرئيس حينها سعيدا بذلك الأستعراض الذي طرح خلاله الرؤية المتكاملة لمشروع المطار وقطع عهدا في ذلك الإجتماع ب تواريخ بداية الأعمال ونهاياتها المتوقعة ومصادر التمويل عبر توضيحات محكمة .. وجه الرئيس بإقامة عدد من المشروعات الأخرى وختم الإجتماع بقوله الذي كان يختم به مثل هذه الإجتماعات المتعلقة بمعاش الناس (علي بركة الله).
خرجنا من الإجتماع ونحن أكثر ذهوا وإصرار علي إنجاز المهمة حيث دعينا بعد ذلك للمرطبات التي لم يستجيب لها أحد من الحضور وخرجنا في ركب الوزير اسامة عبد الله علي عجل وقد كان يتقدمنا بهمة ونشاط وعزيمة أورثها من بعد ذلك لجميع العاملين وكانت عقيدة تزودوا بها خلال تجربتهم الممتدة.. (ماضعف بدن عن عمل قوية عليه النية) .. كان ذلك ضوا أخضر عزز الثقة في وحدة تنفيذ السدود التي ظل يؤكل لها عدد من المشروعات المهمة علي مستوي البلاد.. في تلك الأثناء خرج فريق العمل بقيادة الوزير وهم أكثر ارتياحا ومسؤولية.. إستقبال للواقع الجديد .. حيث تم تكوين لجنة خاصة لمباشرة العمل والإيفاء به في الوقت المحدد.
سبق ذلك تصميم المطار على أحدث نظم التكنولوجيا العالمية التي كانت تضاهي مطار الخرطوم في كل شيء حيث بلغ طول مهبط الطائرات قرابة 4 كيلومتراً وعرضه 80 متراً والمساحة الكلية للمطار تبلغ 20 كيلو متراً مربعاً بطول 6 كلم، وعرض 3 كلم..بالإضافة المواصفات اخري تجعل منه مطار متعدد الأغراض والمهام.
أول زيارة لموقع المشروع بعد لقاء الرئس كانت تضم جميع الإدارات المتخصصة واللجنة المفوضة بإنجاز العمل.. كان موقع المطار علي الأرض شبه صحراء موغلة في الكثبان الرملية التي أوشكت أن تبتلع المكان وأن تصيب الجميع بالأحباط.. إلا أن العزيمة كانت فوق التصور والثقة في الله كانت موفورة لدي الجميع.. بدأ الإعلان عن المشروع وطرح العطاء وفقا لشروط وزارة المالية.. وبدأنا.
كانت الأعمال توصل الليل بالنهار الكل يعرف دوره ومهمته حيث ساعد ذلك في إنجاز المشروع في الوقت المعلن بتعاون الجميع كان ذلك مدهشا للممولين والشركات المنفذة..
قسمت الأعمال بين تمويل مباني المطار التشجير لوقف زحف الرمال الذي عرفت به المنطقة.. و الممرات و تركيب وتشغيل الإضاءة المدرجية و توريد معدات ومواد الإضاءة الكاملة و رصف المدرجات و أجهزة الملاحة الجوية وأنظمة المباني و الأعمال الترابية والعمل المدني حيث تولي ذلك الصندوق السعودي للتنمية في جانب التمويل مع وزارة المالية بالإضافة إلى شركات سعودية و فرنسية و انجليزية و تركية بجانب الشركات الوطنية كما تمت أيضا أعمال في جانب شبكات الصرف الصحي و شبكات الكهرباء (الضغط العالي والمنخفض) و سيور العفش وكواشف الامتعة و المعدات الأرضية.. وكذلك تولي الطيران المدني الإشراف وعهد له بالعلامات الأرضية والمهام الاخري .
كانت هذه بعض من ملحمة إنشاء مطار مروي الذي أصبح قبلة من بعد ذلك للمسافرين و نقل البضائع والاعمال اللوجستية للطيران العابر… أصبح اليوم محل تنافس علي القيادة والسيطرة.. وأمسى الرئيس حبيس بالرغم مما قدمه من جهد لهذا الوطن.. نواصل
دمتم بخير..
Shglawi55@gmail.com