كاتب في سطور ..نعمات البحيري

الكاتبة نعمات محمد مرسي البحيري (1953 – 2008)

أديبة وروائية وقاصة مصرية من جيل الثمانينات في كتابة القصة القصيرة والرواية. . ولدت بالقاهرة بحي العباسية البحرية في 16/6/1953 ثم عادت مع أمها لتعيش طفولتها المبكرة في بيت جدها في تل بنى تميم بشبين القناطر قليوبية

وعملت في شركة الكهرباء كأخصائية إدارية ، حتى مرضت بفعل عوامل قهر الوظيفة وعوامل أخرى في أكتوبر 2004 ،لكنها ظلت تقاوم اعتلال الروح لتقدم رؤيتها للعالم كتابة وحياة.

وقد سافرت إلى النمسا وسويسرا وألمانيا عبر وفود ثقافية وكتبت عن أسفارها ونشرت عنها في الأهالي والعربي الكويتي والعربي الناصري.

وتزوجت من شاعر وناقد عراقي بعد قصة حب شهيرة وعاشت معه في العراق في نهاية الثمانينات واستوحت تجربتها معه في روايتها أشجار قليلة عند المنحنى الصادرة عن دار الهلال عام 2000.

وقد أصيبت بالسرطان الذي لم يهزمها بل أخرج منها روح الإبداع واتجهت إلى مجال الكتابة لتنفس عن روحها، كتبت الرواية والقصة القصيرة.

وحين داهمها السرطان قادتها بوصلتها شديدة الحساسية والرهافة إلى ردعه وتجاوزه عن طريق الهروب إلى الأمام وليس إلى الخلف، فاستنفرت سلاحها الوحيد «الإبداع» الفاتك بكل أعدائها وهم الظلم والإحباط واليأس والتخاذل والخنوع والاستسلام، وتركت العقل ليمارس حيلة من حيله النبيلة، يدفعها بها دفعا إلى خلق حالة من التوازن لكي تتقبل عن سعة صدر وأفق، خبرة الألم المضافة إلى كم الخبرات الإنسانية التي عاشتها حتى قبل أن تعرف الكتابة.. فراحت تدون التجربة في مراحلها القاسية كشكل من أشكال الدفاع..

 

وكتبت في الكثير من المجالات، وعن الكثير مما عاشته ورأته في رحلاتها للعديد من الدول من بينها النمسا وسويسرا والمانيا.

اعتلت العديد من المراكز منها :

عضو اتحاد كتاب مصر

عضو أتيليه الكتاب والفنانين

عضو نادي القصة بالقاهرة

عضو جمعية الفيلم

وترجم لها العديد من القصص للإنجليزية والفرنسية والإيطالية والكردية

وكتبت الدراما التليفزيونية لقصتها القصيرة «نساء الصمت» وقامت بإنتاجها شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات وقامت في تمثيلها سمية الألفي مع محمود قابيل وعائشة الكيلاني وسلوى عثمان ونبيل هجرس

وقد كتبت عن تجربتها أنها تذكرت أن رحلة حياتها ككاتبة لا تدعمها أية مؤسسة اجتماعية

أو ثقافية أو إعلامية لم تختلف كثيرا عن نفس الرحلة، والبشر والمواقف والأحداث على المستوى العام والخاص مثل فيروسات أو بكتريا، مثل أمراض..أمراض واضحة وأخرى كامنة، أمراض حميدة وأخرى خبيثة، شقاء يسلمك إلى شقاء، وصخرة سيزيف التي تثقل كاهلك لتظل تشقى لترفعها إلى أعلى وما أن تشعر بأنك حقا أدركت حافة الجبل تسقط الصخرة، لتنزل وتبدأ من جديد .

وصدر لها عدد من المجموعات القصصية من بينها :

نصف امرأة

ارتحالات اللؤلؤ

العاشقون

ضلع أعوج

أشجار قليلة عند المنحنى

شاي القمر

حكايات المرأة الوحيدة

يوميات أمرأة مشعة

وللأطفال صدر لنعمات البحيري :

النار الطيبة

الفتفوتة تغزو السماء سلسلة قطر الندى

وصية الأزهار وبالونة سحر ورسومات نيرمين..

رحلة الأصدقاء الثلاثة

نشرت قصص وسيناريوهات الأطفال متفرقة بدوريات مصرية وعربية مثل علاء الدين وقطر الندى والعربي الصغير وماجد…

ونشرت قصصها ومقالاتها في أغلب المجلات والجرائد المصرية والعربية مثل الأهرام والحياة والشرق الأوسط والأخبار وأخبار الأدب والجمهورية والمساء ومجلة العربي الكويتى وأقلام العراقية ودبى الثقافية والصدى وكل الاسرة وحواء والهلال وغيرها

الكتابة بالنسبة لنعمات البحيرى هي بهجة مدفوعة الثمن من الوحدة والوحشة وتأجيل الأحلام.

هي كلمة تتبادلها مع الناس حتى تظل معهم مثل خيول جامحة ترفض الانسياق لطرق ممهدة شكلا لكنها وعرة مسدودة.

الكتابة هي رئة أخرى لهواء نظيف، هي خط الدفاع الأخير في مقاومة الموات والانزواء والبأس والإحباط. هي صرخات من القلب الموجوع بسياط الرغبة في تغيير وجه وروح وعقل العالم عبر تجديد الأحلام وكسر القيود وتبديد الأوهام.

وقد حصلت على منحة تفرغ لمدة ثلاث سنوات لكتابة ثلاث روايات وعدد من المجموعات القصصية منها حكايات المرأة الوحيدة وارتحالات اللؤلؤ وأشجار قليلة عند المنحنى..

و أيضا حصلت على منحة قصر لافينى بسويسرا عن مؤسسة رولت فونداشن للفنانين..

أنهت فيها روايتها «أشجار قليلة عند المنحنى» التي صدرت عن دار الهلال في عام

2000…وايضا كتبت فى  النقد الفني للاعمال التليفزيونية والسينمائية.

و كتبت عن أفلام الموجة السينمائية الجديدة لمحمد خان وخيرى بشارة وداود عبد السيد ومجدى أحمد علي وعن سينما البنات ورصدت المخرجات وكاتبات السيناريو الجدد بما يقدمنه من افلام جديدة ورؤى جديدة للحياة..مثل عزة شلبي وساندرا نشأت وهالة خليل ووسام سليمان

عن بدايتها قالت الكاتبة نعمات البحيري :

إن بداية علاقتي بالكتابة جاءت من خلال برنامج اذاعي قديم سمعته، كان البرنامج يحكي عن رجل فقير تمنى ان يتحول كل ما يلمسه ذهبا كي يصبح غنيا. وبالفعل تحققت امنيته، لكن العالم أصبح بشعا لا يطاق من حوله.

وهكذا تمنيت أن أكون كاتبة وكل ما ألمسه يصبح قصة، غير انني لم أسأم الحياة وما زلت أرى أن قصصها العديدة هي ما يحملني على مواجهة المرض .

قالوا عنها :

احتفى بكتابة نعمات البحيرى العديد من النقاد والشعراء والقصاصين والروائيين من المصريين والعرب.

كتبت عنها الناقدة صافيناز كاظم :

نعمات البحيري كاتبة في مرحلة نضجها الفني، قرأت لها الكثير من قصصها القصيرة منشورة هنا وهناك جذبني أسلوبها الوصفي التفصيلي الذي يتصاعد من الخفوت تدريجيا إلي الوهج. تمتلئ به قصصها بالمفارقات التي ترسم الابتسامة المتأملة للأسطر المقروءة. في روايتها «أشجار قليلة عند المنحنى» تتصرف بطلتها أشجان المصري بتلقائية المصرية التي لا تحسب حساب أجواء التربص والمراقبة والهيمنة التي يشيعها نظام تلك البلاد على شعبه في سيطرة كابوسية لا فكاك منها وتلقائية الشابة المصرية نابعة من خلو ذهنها التام لتصورات الكيفية التي يمكن أن تسد بها النظم الديكتاتورية المنافذ على الناس في وطأة شديدة من كتم الأنفاس حتى تزهق الروح تماما. نجحت نعمات البحيرى في التصوير التفصيلي المحتج لرحلة معاناة أشجان المصري وهي تكتشف رويدا رويدا النفق الرهيب الذي أوقعت نفسها فيه، وبحثها المستميت للخروج والفرار. أشجان المصري هو اسم البطلة لكنه واقعة في دفتر أحوال هذه الرواية الإنسانية النبيلة والمؤلمة في صدقها وأمانتها «أشجار قليلة عند المنحنى».

قال عنها الشاعر شعبان يوسف :

«قليلون هم الذين أخلصوا لفن القصة القصيرة مثلما أخلصت له الكاتبة المصرية نعمات البحيري.. تمزج في القصص الهم الخاص بالهم العام، في سبيكة واحدة.تبحث طوال الوقت عن ثغرات مفتوحة دوماً للمقاومة وانتاج المعنى النبيل في هذه الحياة، على رغم كل ما يطارد الكائن الإنساني من كوارث لا ذنب له فيها، وكأن قوى غامضة استدرجته إلى هذه الحياة كي تسحقه بلا رحمة ولا يجد الإنسان إلا أن يقاوم ويقاوم.» وان الملمح الواضح في أغلب قصصها هو أن الحاضر ليس شرطاً أن يكون نتيجة مفروغاً من أمرها لحياة الماضي، فالماضي يمكن التمرد عليه، ويمكن الخروج من أسره، ويمكن كسر قيوده لصناعة حاضر ومستقبل أجمل وأرق وأكثر إنسانية.

قال عنها القاص والروائي سيد الوكيل :

لفتت نعمات البحيرى الانتباه بطاقة مدهشة من السرد الشعرى المفعم بروح أنثوية جديدة بتفهم عميق للواقع، ودرجة مدهشة من صفاء اللغة، وألق الروح الأنثوية الخلاقة. الكتابة عندها بديلً عن الموت، عندما جعلت من سيرتها الذاتية أفقاً للسرد…نعمات لديها روح نضالية صلبة، تكتب وهي على أسرة المرض، وبين أروقة المستشفيات، وتحت مشارط الجراحين، وتهدى لنفسها مجموعهتا الأخيرة (شاي القمر) لتنفض عن نفسها غبار الأيام والمرض. وشاي القمر.. مجموعة جديرة بالقراءة، لأن لا شيء يعوض المتعة التي يجدها القارئ في لغتها الشعرية الجميلة، وعالمها الفضفاض، وهي تتكلم أكثر مما تكتب، وتبوح أ كثر مما تؤلف، عن الحياة الصعبة، والأيام، والنساء اللاتى لا يعدمن سبيلا ً للعيش، ويتحايلن على الحياة، ليعشنها بألف وجه وألف ذراع مادامت لهن أرواح حية محتشدة بالحياة وكلهن يشبهن نعمات البحيري، لا لشيء سوى لأنها عمدتهن بروحها، فتراهن نساء حقيقيات، منكسرات أحيانا، وشرسات في أحيان أخرى..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى