حكايات من السودان..الحكاية الأخيرة. زينب


الكاتب فايل المطاعنى
منذ كنت صغيرة وأنا أحب الأطفال، وأحلم أكون أم تضحك زينب وهي تطوف بمخليتها أحياء مدينتها سنار وتتجول بين أشجار المانجا والموز، وتذهب لتنظر إلى النيل الأزرق وهو ينساب بين ضفتي مدينتها ‘سنار’ وتلعب مع أقرانها الأطفال وهي تصطحب معها أختها الصغيرة منال وكانت دائما تأخذ دور الأم وفجأة تعكر مزاجها واضطراب،وهي تقول وبصوت خافت
زينب: لا أدري هل قدري، أكون أما في الخيال فقط ،وأن أحرم من عاطفة الأمومة في الواقع.؟
وإليكم حكايتي
الحرمان
تزوجت من محمود طبعا لم يكن الزواج عن حب ، ولكن كان زواج تقليدي، يعني لم يكن بيننا معرفة من قبل،أو قصة حب مثلما نشاهد في الأفلام العربية القديمة فابتسمت إبتسامة خافتة، أزاحت عن كاهلها الهم الذي يؤرقها منذ سبع سنين أطلقت عليها السنين السبع العجاف. سوف تقولون،ان’زينب تبالغ،الكثير من النساء لا ينجبن وإن مستشفي (ادم وحواء )مليئ بتلك القصص المحزنة ،فما داعي للحزن فهذا أمر الله عز جل..
طبعا مثلما يقول المثل الذي يده في الماء ليس كالذي يده في النار!
فعندما يحدثك الآخرون عن الصبر والتحمل،بينما هم أبنائهم من حولهم ،وأنت المحروم من نعمة الإنجاب،تفرق أليس كذلك..ما علينا نكمل لكم حكايتي
دائما يقولون إن الحب هبة من الخالق وهذا صحيح،وأخذت تبتسم وهي تتذكر سنوات زواجها الأولى
وبعدها قالت:بالطبع ‘محمود ليس زوج سيئ،ولكن الفرحة لا تكمل،أنا خلقت لكي أكون أما،وكل الفحوصات تقول أنني خلقت لأكون ‘ام’ وهنا تذكرت أن يوم الخميس القادم سوف تجتمع العائلة عندنا،وستأتي كل الأمهات بأبنائها ،وأنا سأكون وحيدة،سبع سنوات وأنا محرومة من كلمة ‘ماما‘ وأخذت تردد وبشكل متكرر “ماما ماما”
وحينها سالت دموعها ،وهي تنطق كلمة ‘ماما ‘ وتحس وهي تنطق الكلمة بطعم السكر على لسانها
ولكن لحظة. قالتها ‘زينب’ وهي تنصت,وتسترق السمع إلى الخارج ،إنها تسمع من يناديها : ماما ماما
وبصوت خافت،ولكن فجأة يرتفع الصوت قليلا
ماما زينب ماما زينب
وركضت مسرعة إلى الباب الخارجي وهي تقول:أبنتي تناديني أبنتي تناديني
وعندما فتحت الباب وجدت أبنة الجيران ،تنادي أمها !!
فلقد كان أسم أمها مثل اسمي ‘زينب‘
ورجعت إلى الداخل وهي تبكي،وتبكي،وتبكي …ومن بين دموعها المتساقطة،هناك أمل بأن تصبح زينب يوم ماما زينب …..أنتهت