الحمد لله على ما أنا فيه


الكاتب :سمير الشحيمى
يحكى عن مدينة يسود بها الخلافات والمشاكل فقرروا تعيين قاضي لهم يحل مشاكلهم ولكن بشرط أن يكون من خارج المدينة وليس منها لكي لا يتحيز لأحد دون آخر ويحكم بالعدل.
وبالفعل تم أختيار قاضي من خارج المدينة وأستلم دار القضاء وتزاحم الناس على بابه لكي يحل لهم مشاكلهم ومن كثرة عددهم فلن يستطيع مقابلتهم جميعا خلال فترة وجيزه فأتت في باله فكرة وخرج حارسه ليخبرهم بأن القاضي يطلب من كل واحد منكم أن يكتب مشكلته في ورقة ويضعها داخل هذا الصندوق الذي أمامكم وسيقرأها وينصف كل واحد منكم.
فذهب الجميع وكل واحد منهم كتب رسالته ووضعها بالصندوق عند باب دار القضاء وبعد عدة أيام لم يستدعى أي واحد منهم لدار القضاء فذهب الجميع إلى القاضي ليعرفو ماحدث لرسائلهم التي طلب منهم كتابتها.
فخرج لهم حارس القاضي وطلب منهم أن يدخل كل واحد منهم على حده عند القاضي لكي يعرف مشكلته وحلها بالفعل دخل أول رجل ووقف أمام القاضي الذي سأله: هل كتبت مشكلتك على الورقة؟
الرجل : نعم أيها القاضي لقد كتبتها ووضعتها في هذا الصندوق.
القاضي : إذا ضع يدك داخل الصندوق وأستخرج ورقتك
الرجل أستغرب قائلا: كيف لي أن أعرف أين هيه ورقتي أيها القاضي إن الصندوق مليئ بالأوراق.
القاضي: ستعرفها ماعليك إلا أن تفتح كل ورقة تأتي بين يديك وتقرأها.
ففعل الرجل حتى وصل لخامس رساله وتوقف وهو يقول للقاضي: أنا سأسحب شكواي أيها القاضي.
القاضي : ولماذا؟
الرجل : من بعد أن قرأت مشاكل الناس رأيت أن مشكلتي أهون من مشكلتهم فالحمدلله على ما أنا فيه.
القاضي : بارك الله فيك تستطيع أن تذهب.
وفعل القاضي مع الجميع دون إستثناء وعرف كل واحد منهم إن مشكلته لا تساوي شيئ مع مشكلة جاره أو زميله أو صديقه.
لو تجمعت مصائب الناس أكواما؛ وقيل لكل إنسان تخير ما تشاء لاسترد كل واحد مصيبته وأختارها دون غيرها.
سقراط.
أنتهت.