Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.

الواقع التونسي السياسي الاجتماعي يشهد تقلبا منذ الإستقلال . 

وكأن بهذا الشعب يعيش داخل ” فرناڨ” ، هذا التعبير أنطلقت منه “شادية القاسمي ” في رحلتها مع الفرناڨ بنقلها قصة عائلة الريماني لتجمعهم في مصير واحد ، فبداية الرواية تكتشف الراوية الشخصيات لكن كل شخصية ضبابية مما يزيد في رغبتك في كشف خيوط عديدة …

من أبرز ما يمكن ملاحظته تقنية ” مسمار تشيخوف” التي ندرك من خلالها خصائص بعض ابطالها ضمنيا .

” المازري ” هو نموذج للشاب التونسي في سن المراهقة الذي يعيش تقلبات نفسية حادة كانت السبب وراء تكون شخصية ” يحيى السفاح” الذي يعتبر ضحية لسوء معاملة ” دولا” ..ذلك الولد الصغير الذي يقتل الدجاج في صغره ، مازري ذلك الوحش المتعطش للجنس وللدماء ، المريض النفسي يقتل كل من يذكره بالماضي الأليم المتمثل في ” دولا ” التي علقها في نفس المكان الذي كانت تعلقه به ، مازري صاحب ” الخيط الرفيع ” يقتل دون رحمة أو تردد مازري هو نفسه يحيى لا يختلف عنه كثيرا من قتل دجاجة في صغره سيقتل انسانا في كبره .

مازري المسكين لو احسنت ” دولا ” معاملته لما علق المجنون ” كيدة ” لمجرد انه اصدر ضجيجا يذكره بماضيه الأسود… و لو انه لم يلتقي برجل السلطة ” صفوان الدرغوث” الذي كان يرمي في فرناڨ وقوده الحطب و في آخر وقوده المعارضين للسلطة..

اخته ” ريحانة ” شخصية نجدها كثيرا في واقعنا الراهن ..

الكثير من القاصرات اليوم يتم استهدافهن و استغلالهن نتيجة جنوحهن أو رغبتهن في الرفاه و المال الخ.. ينتهي بها المطاف في يد رجل السلطة ولد الدرغوث الذي يعد الحلقة المركز في هذه الرواية فحتي الريماني و صله سمه و لعنته عن طريق قتل ابن أخي زوجته عن طريق “خيط ابنه ”

خيط رفيع يقتل في واقعنا كل ضعيف ، كل معارض للنظام..

التحكم في المشاعر و الاحاسيس أمر مهم جدا خاصة تجاه من نحب ، فخطوة خاطئة الي الأمام يمكن ان تغير منعرج حياتنا .

و” علياء ” في لحظة غضب تضع اسم حبيبها داخل ” القائمة السوداء ” فيكون ضحية للخيط الرفيع …

هذه الرواية تحمل بعدا تراجيدي ، ولكن البطل ليس شخصي إنما هو “الخيط الرفيع”.

 

 

الرواية للأديبة شادية القاسمي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى