ياللغرابة


يعقوب السعيدى
ياللغرابة..
خانَني حرفٌ ولم أحسِن عقابَه
وتركته يلهو بظَهر دفاتِري رُغم الرَّقابةْ
يَغدو، يروح، يمُر ..لا أقوى عِتابهْ
أخشى أقول له كفى..وأخافه يعلِن غيابهْ
هو لَم يخُن ويُقال خان..وقيل لي
سُرِقت ثيابهْ
ويَعيش عارٍ؟! فليَكُن…لَكِنَّني أخشى عليه مِن أرتيابَهْ
أخشى عليه وغيرَه أولى..بأن أخشى إنقِلابهْ
الحَرف جاء من البَعيد إلى البعيد ولا غرابةْ
هو تائهٌ مِثلي يفِر مِن أنتِحابه لإنتِحابَهْ
يُغازِل الصفَحات، يضحَك، يبتَسِم وينام مُحتضِناً عذابهْ
لا الصَّمت يَمنَعه الأذى..كلَّا ولا تُغريه أصوات الربابةْ
والبَوح يجرَح سِرَّه المكنون في جيدٍ مُصابهْ
هو حائرٌ مثلِي يخاف حديثه…ويخاف أكثَر من جوابَهْ
لا الصمت يشرَح مابه…وحديثه أيضاً يضيق به أغترابهْ
الحَرف خانَك يافتى! وأجَبتهم: هُو لم يخُن أبداً كتابهْ
الحَرف تَقتله الظنون..يموت جوعاً في دكاكين الصَّلابةْ
الحَرف أرهَقه الثَّبات..تقاذَفته يد الكتابةْ