بلقيس المرهبي
من غريب أطوار ألقى نظرة تائهة قبل أن تتحدث نسرين – فارس ما بك؟ أجابها ! بإهمال : لا شيء أنا على ما يرام أرتفع صوتها وهي تنطق بكلمتها الأخيرة وبدت في عينيها نظرة حنق حارقة فقال: أسمعي أنا أواجه بعض المشاكل في عملي سأكون بخير لا تقلقي توقف الكلام بحلقه بغتة وشعرت بغصة فالتفت إليه متابعة أنت لا ترغب بالحديث إلي لم إتصلت بي؟!
– لا تهولي الأمور يانسرين “رجاء، قالها بضيق دون أن يبعد يديه عن وجهه محاولا أحتواء النبضات التي كانت تمزق رأسه كانت تتفوه بالحقيقة التي لا يرغب في سماعها فقط أراد التوقف عن رشقه بكلماتها تلك. أنا خطيبتك يافارس قالتها بغضب عارم فعقب تلقائياً : أجل. أعلم.. – أنت من أتيت لخطبتي بكامل إرادتك رغب في قولها بصراحة سلطان > هو الفتسبب ب << تقييدي >> في هذه العلاقة، لكنه قرر الصمت.. إنهالت بالأسئلة هل لديك مشاكل صحية؟ أم تورطت بمصيبة؟ هل تتعاطى شيء ؟ هنا عجز عن إحتمال المزيد فصاح : حباً بالله ياد بلقيس > توقفي عن التفوه بمثل هذا الهراء. أخيراً توقفت عن الحديث، تركت له الفرصة لاستنشاق الهدوء الذي حرمته منه، حين رفع وجهه معاودا النظر إليها بدت الصدمة التامة على وجهها لم يتمكن من فهم سببها إلى أن قالت : أنا أدعى نسرين ولست بلقيس لم ينتبه حين نطق بإسم بلقيس > أمام نسرين > لم يلحظ حتى هذا قضى نصف ساعة على محاولة نفي الاتهامات التي رمته بها حتى غادرت لاعنة إياه دون أن تصدق حرفاً واحد شعر بأنه ينزلق إلى هوة لن تقتله لكنها ستسحق قدرته على وزن الأمور بالعقل والمنطق من جديد أتى صوت سلطان ناصحاً : أتركها يا فارس… أجاب لا أستطيع كانت تستجدي التفهم من مجتمع كامل تمثل في رجل إلا وهو أنا… ماذا عن خطيبتك نسرين ؟ قال: لم تزقني يوماً فهناك فوارق كثيرة بيننا أما بلقيس أسرتني برقتها وبراءتها فهي رقيقة كنسمة، تعرف كيف تطبطب على الروح وتلملم كل شتات تعزف اضطرابي على أوتار القلق . أراها في كل شيء وفيها إني أراني، هي من ملئت ذاتي عيناها ملاذي هي فصولي الأربعة، دفئها صيف حان، وحديثها كالخريف أسقط أوراق الشوك والحزن، الربيع هو وجودها بقربي .. والشتاء مواساتها مهما بلغت حرقة قلبي، أحببتها بملء ما يحويه الحب من معنى وأكثر أحببتها لدرجة يصعب عليك فهمها، أصبح يومي لا يمضي إلا بها وبصوتها بعد مرور نصف ساعة من الحديث مع سلطان نظر الطبيب فارس إلى معصم يديه مراقب مرور الوقت واقتراب الجلسة العلاجية الأخرى نهض مسرعاً
لتفاديه التأخر عليها عند وصوله طرق باب الحجرة قالت تفضل : تسارعت أنفاسه وضربات قلبة لهفة لرؤيتها وحديثها الممتع رغم حزن ما ترويه لكنه لم يستطيع إزاحة وجهه وأنتباهه عنها قال : أود إخبارك بأنك جميلة جداً لذلك أنتبهي القليك. وإضحكتك وابتسامتك وأعلمي أيضاً أنك تملكين روح لطيفة نقية وأبتسامة تشبه ظهر الغيم، لذلك تجاهلي كل ما يعيق إبتسامتك، بأختصار أنتبهي لشخصك وأبتسامتك اللذان أحبهما، أحبك جدا، أردت أن أقول أيضاً أنا محظوظ بك وبالصدفة التي جمعتنا واني أحبك صباح اليوم وصباح السنوات الباقية قالت بدهشة ماذا عن خطيبتك!؟ قال “نسرين – لقد أفترقنا أجابت بسؤال هل لي علاقة بالأمر؟ قال لها : لا شأن لك فإنني بالنسبة لها غريب أطوار، قالت : حسناً. عاود النظر إليها وسألها ماذا عنك ؟ قالت بماذا؟ قال هل تبادليني نفس المشاعر أم أني أتوهم ذلك؟ أجابته اليقين العام أن حياتي أصبحت جميلة بوجودك ورؤيتك، وجودك جانبي جعلني أتجاوز كل اللحظات التي ظننت بأنها لن تفر من فرط قساوتها، أنت الدور الذي تمر خلال قلبي ولم ينطفئ أبدا، أحبك منذ أول لحظة وبالأمس وغداً وأودع الله سراً وجهراً أن لا ينطفئ نورك ويبقيك لي ومعي كل العمر أراد الله تعويضي بك ولو كنت أدري أن العوض أنت ماكنت حزنت على الآلام الماضية هنيئاً لي بهذا العوضي وهنينا بي، قال: أود أن أسألك ما الجانب الآخر لديك أجابت : لدي طموح محبة للقراءة والكتابة والرسم أحب أن أسعي وراء أهدافي بدون كلل وملل أطمح أن أصبح كاتبة مشهورة يشار إلي بمجال وزارة الإعلام وأن العرض لوحاتي بمعارض الرسم أجاب مندهش أنت أقوى أمرأة عرفتها بحياتي، سأكون داعماً لك بكل وقت إلى أن تصل لتحقيقه بإذن الله تعالى أجابت سأبلغ أهدافي يوما ما وستقرأ إحدى إصداراتي وها أنا الآن بفضل من الله تعالى أكتب هالة بلقيس بكل فخر قال : فخوذ يكونك أنت نجمتي أميرتي، شريكة حياتي وطفلتي المدللة. لك
الحياة مليئة بالتحديات والصعوبات التي تجعل من قوة المرأة كنزاً لا يمكن تعويضه كوني صلبة من الداخل تتحمل صعاب الحياة ومشقاتها تذكري أن أمام كل امرأة متميزة أبا أنحنى ظهره يحسن إليها لذا لا تنسي جمالك وحقوقك أنت بطلة في قصتك ولكل منا قصة قد لا يرويها لسانه لكنها حتما تتسرب عبر حروفه …
