زينة سليم البلوشي
سأحدثكم عن مرض لا يمكنني أن أصف شعوره إلا من خلال عيون من أحب سأحدثكم عن وجع دمر كل ما في داخلي من أحاسيس ومشاعر وضعف قلبي حتى باتت دموعي تنهمر كالأمطار الغزيرة أريد أن أشارككم معاناة مرض لا علاج له سوى الصبر والثقة بالله إنه مرض لا يعرف ألمه إلا من عاشه ولا يدرك قسوته إلا من غاص في أعماق آلامه.
أحدثكم عن أسوأ شعور يمكن أن يعيشه الإنسان و عن مشاعري التي تتأجج في داخلي ولا أستطيع البوح بها الألم الذي أعيشه ليس مجرد شعور عابر بل هو رفيق دائم يرافقني على مدار اليوم في كل لحظة وفي كل عام ورغم أنني لا أعاني من المرض بشكل مباشر إلا أنني أشعر وكأنني أعيش الموت لأن وجع من أحب يعتصر قلبي.
أستطيع أن أرى آلام من أحب بعمق وكأنني أعيشها معهم إن آلام القولون مميتة ولكنني أرى في مرضى القولون شجاعة لا توصف هم أناس أقوياء بكل ما تحمله الكلمة من معنى إنهم صابرون وقد أحبهم الله في ابتلائهم فبلاؤهم عظيم وأجرهم كبير أصحاب القولون هم أصحاب قلوب نظيفة عطرة تحمل في طياتها معاني الصبر والإيمان.
مرضى القولون أنتم فئة من الناس التي تأتيهم الحسنات من حيث لا يعلمون لو علمتم بمحبة الله لكم لفرحتم بما أصابكم ولأدركتم أن البلاء نعمة وأنه اختبار من الله لمدى قوتكم وصبركم.
أريد أن أقول لكم رغم أنني لست منكم إلا أنني أشعر بالألم والمواجع محفورة في أعماق قلبي لا تستسلموا ولا تفقدوا الأمل تذكروا دائما أن البلاء هو طريق إلى النور وأن الله مع الصابرين فكل لحظة من الألم تحمل في طياتها دروسا عظيمة وكل دمعة تسقط هي دعاء مستجاب.
فلتكن قلوبكم مليئة بالإيمان ولتكن أرواحكم متعلقة بالله فأنتم أبطال في معركة الحياة وصبركم هو تاج على رؤوسكم استمروا في الكفاح واحتفظوا بالأمل فغدا يحمل في طياته الفرج.
