عام مضى


رابية الأحمد.
عام مضى
وبأيِّ ذنبٍ لَمْ نذق طعمَ الهنا
عامٌ مضى حزن الفؤادِ وقد جنى
ماعدتُ أشعرُ في الحياةِ بلذةٍ
فالحزن غيّر للمرارة طعمنا
ما جاء يومٌ في سلامٍ حيّنا
حتى الصغارُ بكت بدمعٍ همنا
ذبلت ورودُ الروض ياقيثارتي
ماتَ الربيعُ كأنَّ من ماتت أنا
بردٌ وجوعٌ بالعظامِ صليلهُ
يوم فيوم مرّ زوّد حزننا
نهرٌ يفيض من العيون وقد روى
أرضٌ تباهت قد أمالت سربنا
بؤسُ الفقيرِ من الخيامِ مُنَزّلٌ
والشأنُ شأنَ الأغنياء أزدادوا غنى
حل الظلامُ على الشهورِ وطالما
كان الربيعُ كحضن أمٍّ ضمّنا
بالأمس أشعلنا شموعا نحتفي
واليوم قد سرق الفراق كؤوسنا
ياكوكبا هات الضياء لنرتقي
نسمو به فوق الحياة وبؤسنا
ما فادنا عدّ الليالي بيننا
غير التجني ذاك ضيّع عمرنا
قد أنهك الجسم العليل مذلة
والهم أصبح في رُبانا كالضّنى
ياليتني ذقت الهناء لبرهةٍ
أين التمني كيف غادر بيتنا
مدٌ وجذرٌ بالأماكن شلها
أفراحنا هجرت بليلٍ شطّنا
يا ويح قلبي كاليتيم لفقدها
منذ غادرتنا قد أماتت روضنا
ما لاح فجرٌ والنجوم بقربه
بدر الدجى بالحزن أظلم ليلنا
حتى طيوري لم تغرّد لحنها
نشتاقها والقلب يرقب فجرنا
كم غربة هزت كيان أحبتي
والروح ثكلى من فراقٍ هزّنا
قد قيدت أوجاعه أفراحنا
مهما اعتذرنا ما تقبّل عذرنا
عام مضى كالحلم أوجع واقعاً
لكنّه أغنى وأسعد غيرنا
بقلمي رابية الأحمد