الأدب والشعر
أبيّت الرحيل


محمد درويش
رغم الجراح رغم الألم
وذرف الدموع وسط العتم
أبيّت الرحيل !!!!
جئت يا وطني لأن الحياة
مازال فيها إيمان و أمل
وأن اليأس شيءٌ ضـئيل
كان بالليل ترتجف الأماني
أنفاسٌ تهدأ و أرواحٌ تغادر
وأرضٌ عليها دماءٌ تسيل
رأيت بيتي ك كهفٍ بعيد
غريب الملامح
أجلس فيه كعابر سبيل
أتيت وعيني تكفي الحديث
تترجم ملاحم بجوف الثرى
وليالٍ مداها أحزان و عويل
أتيت كالشمس تدفء وطن
وأطيافها تعلو فوق الأماكن
تعانق بلهفة الغصن الظليل
لكن وطني مازال جريحا
يعبر بين دروب الصمت
وأعلم أن الحِمل ثقيل
إني لأرى الغد يزدهر
ورايات النصر مثل الطيور
ترفرف فوق جذوع النخيل