Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

حكاية سودانية…القصة الثانية 

الكاتب فايل المطاعنى

الكاتب فايل المطاعنى

صلاة أستخارة 

من أشهر قصص الحب

قصة قيس وليلي العامرية

أو عنترة وأبنة عمه عبلة،طبعا التاريخ العربي مليئ بالقصص الغرامية ولكن بأعتقادي أن هاتين القصتين هما ألاشهر لذلك كنت أقرا عنهم ،ولو بيدي آلة الزمن(ده الآلة اللى بترجع الزول للوراء)

لكنت أخذتها فقط كى أري صديقي قيس ومعشوقتة ليلي!

ولما كنت في المرحلة الإعدادية كنت معجب ‘بالريله’ الإعجاب الذي تحول مع مرور الزمن إلى حب.وحب جارف

وضحك هنا بطل قصتنا؛ وهو يحاور نفسه قائلا: يا تري هل كان عندي بعض من العلم عندما كنت أتمني أن يحدث لي مثلما حدث لقيس وحبيبته بمعني أن أفقد حبيبتي من أجل أن أعيش قصة حب يخلدها التاريخ

يا زول إلى هذه الدرجه  كنت مجنون .

المهم راح أكتب لكم قصتي من البداية واعتبروها قصة قيس هذا الزمان.

 

اسمي محمد تاج السر محجوب

طبعا نحن في السودان بعض الأحيان تكون الأسماء عندنا مركبه يعني هكذا محمد تاج السر؛ عندما حان وقت الزواج بعد متاعب الغربة، وتجهيز البيت جاء دور الزوجة لم أكن أهتم ألان مسألة الزواج عندي محسومة من يوم وأنا بالاعدادية و حاط عيني على بنت عمي.

الريله ميرغني

أي أري الفضول في العيون التي تقرأ قصتي..لأن ببساطة أحبها …بنت من عائلتي وبنت عمي الميرغني وضحك محمد وهو يقول؛ طبعا فى مثل هذه الأمور كلمت الوالدة كى تفتح طريق مع أهلها،وتكون الموافقة النهائية بإذن الله

كان حلمي مثل حلم أي شاب يتقدم لخطبة بنت من أهله،أن توافق نسيت طبعا قبل أن اتقدم للخطبه.. لابد وأن أكون  حاتم الطائي ، طبعا أنا قادم من الخليج يعني معى  تحويشة الغربة والحقيقة نحن في السودان،و بالتحديد منطقتنا شرق سنار معروفين بالطيبة والكرم الشديد، فكان كل أسبوع أخذ أهل العروسه،أقصد  بأعتبار ما سوف يكون .. زوجتي مع أطفالهم ، إلى شارع النيل ونجلس لحد منتصف الليل فى ونسه شديده وأنا أنتظر ذلك اليوم الذي يعقد فيها قراني على حبيبتي ‘الريله’

ومرة في الأسبوع كنت آتي إليهم وأخذهم إلى خارج المنزل للغداء في أحد مطاعم مدينة سنار فقط لأرى حبيبتي وتأخذني لحظات الفرح وأنا أتحدث مع عائلتها وقلبي يكاد يخرج من مكانه فرحا وأنا أنظر إليها، والحديث يدور حول وظيفتي عندما كنت في الخليج مغترب،وعن أصحابي في الغربة،ومواقف أول أيام الأغتراب والآن أحضر للذهاب إلى بريطانيا في رحلة أغتراب أخرى وهذا حال السوداني من رحلة أغتراب إلى أخرى ، و حالنا يقول متى سنرجع إلى بلد النور والجمال متى ترجع السودان لتكون ‘سلة غذاء افريقيا؟

أصبح مطعم ‘وسيدي بيه’ هو الذي يجمعنا يا على وجبة غداء أو على وجبة عشاء..فأصبحت مغرم بذلك المطعم وأظن أنه أجمل بقعة في أرض سنار. فقط لأن حبيبتي تحب أن تأكل منه!

وسكت محمد فقد جاءت لحظة البوح بما يحمله قلبه من ألم، لقد أنتظر فترات طويلة وهو يريد أن يسمع كلمة موافقة من محبوبته ‘الريله’

صحيح هي تبتسم له وتهديه تلك النظرات التى تذيب القلب وتجعل عقله في شوق إليها وكما قال احد الشعراء

(عيونك فيها شي يحير ، يغير من اتجاه الزول)

ولكن للآن لم أسمعها تقول أنا موافقة؛لكي نجهز للعرس فليس لدي وقت،وأنا جاهز لقد ذهب نصف عمري وأنا أنتظر هذه اللحظات،أنتظر أن تقول لي أنا موافقة ،لقد أحببتها منذ صغري إنتظرتها وهي صبية كانت تعلق الاشرطة على ضفائرها ثم شابة جميلة يتمناها كل شاب في سنار

كل تلك السنين وأنا أنتظر لحظة إنتهاء الأنتظار لا أدري لماذا ؟

ولكن الأيام تمضي وأنا أنتظر ، وللأسف لم ألقي جواب على انتظاري…وفي ليلة حالكة السود والمطر شديد إتصلت بها ومن حسن حظي كانت حبيبتي في الطرف الآخر فهي التي أخذت سماعة الهاتف

فقلت لها:

محمد:السلام عليكم

الريله:وعليكم السلام

محمد:شنو الأخبار

الريله:الحمدلله بخير

محمد وقد بدأت يده ترتجف :طيب كيف موضوعنا أن شاء الله خير

الريله أخذ الخجل يتسلل إليها على استحياء فقالت : أن شاء الله خير..اممم

محمد :شنو

الريله:أصلي أستخارة وارد عليك

محمد وقد بدأ وكأنه الفرج أتاه؛ فهذه الجملة دائما البنت تستخدمها لكي تهرب من الموافقة السريعة يعني بالسوداني تثقل عليا

أجاب وقلبه خرج من قفصه الصدري فرح وطرب:طيب ردي عليا بكرا

ريله:طيب محمد

وأغلق الهاتف وهو يتمني أن يأتي بكره سريع،وسريع جدا

 

وفي الساعة الثانية عشر صباحا سمع محمد رنين هاتفه المتحرك

وكانت الريله المتحدثة

الريله: محمد السلام عليكم

محمد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الريله وبعد فترة أنتظار قالت وهي تتلعثم: أنا أنا آسفه محمد

محمد يحاول أن يفهم:على شنو تأسفي

الريله: أنا صليت لكن ما شفت حاجه،وقلبي ما أرتاح، شوف ليك وحده غيري أنت زول طيب وتستاهل وحده أحسن مني

لم يصدق محمد ما سمعته أذنيه هل هذه حبيبته التي إنتظرتها كل تلك السنين

لماذا أخذ يضرب الجدار الذي أمامه وهو يصرخ ليه

رفضتنى،ليه تخلت عني

قبل لا تدق عليه ما عرفت إني أحبها. أنا يمكن ما حكيت لها قصة حبي لها وأنتظاري السنين وغربتي من أجلها،وأخذ يكلم نفسه لكن محبوبته قد حسمت الأمر بالرفض فقد صلت  ألاستخارة

وجاء الرفض؛ أخذ محمد يبكي وينظر إلى نفسه في المرآة وهو يقول

بكل بساطة صلت ورفضتني

وأنا قاعد سنين طويلة أحلم بيها وأخذ يضحك ويضحك ويضحك.

وفي اليوم التالي قطع تذكرة سفر الى بريطانيا

سافر ولم يعد إلى السودان لقد ذهب إلى حيث يموت ولا يريد حبيبته مع شخص آخر

أخر

أنتهت

معاني الكلمات

الريله: البنت الجميلة الطويلة الفارعة… وهي اغنيه مشهور للفنان محمد وردي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى