الأدب والشعر

طلب صداقة

نهي عراقى

نهي عراقى

راحت زهرة  تهرب إلى النجوم كطفلة بريئه تبحث عن أحلامها التي تبعثرت منها في زحمة الأشياءو وجع الفراق و الصدمات في الأشخاص و الإرهاق من البحث في عنان الحياة و سماء العشاق

تنتظره كأنها صحراء متعطشه لجدول ماء ينساب في ربوعهالترتوي.

 

إنها تبحث و لا تمل من البحث عنه عن فارس أحلامها و نسيت أنها أحلام و ليست حقيقة، فكانت بتلك اللحظه هناك رسالة تأتيها على هاتفها تعيدها من تلك الحالة الشاردة ..و إذا بطلب صداقة فأخذت تتجول صفحته تقبله أم لا، فوجدته ذو منصب و كاريزما ليست بالقليلة و كان بينهما أصدقاء مشتركين..فقررت أن تقبل الطلب و لكن ليس الأن بعد يومان ستقبل الطلب.

 

هذا أسلوبها المفضل حتى لا يشعر الأخر إنه ذو أهمية بالغة،  مر اليومان و هى كل يوم تقرأ كتاباته و حروفه الساحرة فكان له خواطر رائعة.. سحرها حرفه العميق الدافيء الذي ينم بين طياته عن دفئ و عمق و شجن ووجع.

 

إشتاقت لتعرف تلك الشخصية التي بهرتها بثقافتها، و سكبت في أودية روحها أريجاً من خلاصة عطر تلك الروح التي تبحث عنها..إنه يشبه توأم الشعلة، فهى تبهرها لغة الثقافة و الأدب.. تلك المميزات هى التي تخاطب عقلها و السبيل إلى قلبها،  فقبلت الطلب و سريعا وجدته يرسل لها على الخاص، فكان الرد منها بتحفظ شديد لكنه هو الذي شدها لإستكمال الحوار بخفة دمه الذي أكتشفته أيضا فكان خفيف الروح و الظل..و أخذا  يتبادلا أطراف الحديث يوما بعد يوم و نجح في أحتلال أروقة حياتها و أخذ يتسلل إلى قلبها كاللص المحترف ليخترق خزائن مشاعرها ويحتل قلبها المنهك.

 

وعندما أعترف لها بحبه لا بل بعشقه و أنه متيم بشخصيتها الجذابة و ثقافتها الشديدة و أحترامها لنفسها و كونها أيضا سيدة مجتمع راقية، فكان ردها أنه مجرد إعجاب فقط فكيف تحب صورة أو مجرد خيال ربما جذبك بريقاً فقط فأعجبك، فأقسم إنه يعشقها ووقع في غرامها و يريد الإرتباط بها و طلب منها اللقاء لكنها ترددت و حاولت أن تهرب.. لكنه لم يعطيها ثمة فرصة أن تهرب منه أو يفلتها من يده هي أحبته حباً حقيقياً وو تقعت في حبه كل يوم أكثر مما قبله، و لم تفكر أنه جاء من “عالم إفتراضي”

تعلقت زهرة بذلك الفارس المجهول الذي احتواها

وجدت فيه أمان الأب فكانت تشعر أنه من دمها.

هناك شيء غريب يربطه بها فاستجابت للقاءه، في مكان عام فعندما ألتقيا لأول مرة كان إحساسها به نفس إحساسها قبل أن تراه بل كان أقوى و لم تشعر بنفسها عندما سلمت عليه و أخذها بين ذراعيه فألقت بنفسها داخله و كأنها في حالة إغماء على صدره لولا تواجدهم بالطريق لظلت بين ذراعيه و لم تخرج أبداً، يا له من حضن أب حنون رأت فيه كل أمان الدنيا، فهى  تشعر معه شعور كادت تعجز عن وصفه،  فقضيا و قتا لطيفا معاً واتفق معها على الزواج و بالفعل وافقت بعد أن كانت تهرب من فكرة الإرتباط مرة ثانية فطلبت منه أن يتقدم لأهلها وافق لكنه كان له طلب أن يتزوجا سرا بمعرفة أهلها فقط لأن عنده أسرة فوافقت حتى لا تخرب عليه حياته و حتى لا تحدث مشاكل فتعكر صفو حبهما.

 

ثم تم الزواج و كان يغيب عنها أيام و أسابيع و يتركها تحترق بنار الشوق و الإشتياق إنها تشعر بإختناق و ضيق في غيابه حتى أنه لم يعد يحاكيها كل يوم، و تراقب هاتفها في لهفة و شوق تنتظر رسالة أو مكالمة تعيد لها الحياة، و فجأة يرن الهاتف  ويشتكى لها أنه يمر بضائقة مالية و بدون تفكير أعطته من مالها،  فكان يطل عليها من حين لآخر و هى كانت ترى أن الدقيقة معه عمر آخر كان يرضيها القليل،  فكانت تُشبع ذاتها بتلك السويعات القليلة بين أحضانه.

 

لكنها كانت تعاتبه على طول غيابه فكان يعتذر و يخلق الأعذار.

فكان دائم الشكوى من خسائر ماليه فكانت تعطيه ما يريد من مال، حتى علم أنها لم تعد تملك شيئا هنا اختفى من حياتها حتى صفحته لم تعد متاحة، هاتفه مغلق ظلت سنة كاملة تبحث عنه و سمعت عنه إشاعات أنه مجرد نصاب فهو صياد يجيد صيد النساء من خلال صفحات الفيس بوك.

 

كلفت أحد أقاربها الذي تحرى عنه جيدا فكانت الصدمة أنه متعدد العلاقات النسائية و يستغلهم ليستولى على أموالهم و أن هناك أكثر من بلاغ مقدم ضده و مطلوب القبض عليه، هنا دارت بها الأرض و أيقنت أنها خضعت و أحبت شخصية مزيفة لا و جود لها إنها ليست باكية على أموالها لكنها آسفة باكية على الألم و الوجع و الوهم فهى عاشت الوهم بكل فصوله.كل ذلك بسبب طلب صداقة من عالم إفتراضي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى