إنسانية وكرامـــة


عائشة أحمد
الآية: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾.
السورة ورقم الآية: الإسراء (70).
فقد جاء في الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا ﴾ فضَّلنا ﴿ بَنِي آدَمَ ﴾ بالعقل والنُّطق والتَّمييز ﴿ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ ﴾ على الإِبل والخيل والبغال والحمير ﴿ و ﴾ في ﴿ البَحْرِ ﴾ على السُّفن ﴿ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ﴾ الثِّمار والحبوب والمواشي والسَّمن والزُّبد والحلاوى ﴿ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا ﴾؛ يعني: البهائم والدَّوابَّ والوحوش.
تفسير البغوي “معالم التنزيل”: قوله عز وجل: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ﴾ روي عن ابن عباس …انه قيل بالعقل … وحسن الصورة ….وقيل: بأن منهم خير أُمَّة أخرجت للناس .
﴿ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ والبَحْرِ ﴾؛ أي: حملناهم في البرِّ على الدوابِّ، وفي البحر على السُّفن.
﴿ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ﴾؛ يعني: لذيذ المطاعم والمشارب، قال مقاتل: السمن، والزبد، والتمر، والحلوى، وجعل رزق غيرهم ما لا يخفى.
﴿ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ وظاهر الآية أنه فضَّلهم على كثير ممن خلقهم، لا على الكل، وقال قوم: فُضِّلوا على جميع الخلق إلا على الملائكة،
وفي الحديث عن جابر يرفعه قال: “لما خلق الله آدم وذريته، قالت الملائكة: يا رب قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾ [البينة: 7]، وروي عن أبي هريرة أنه قال: “المؤمن أكرم على الله من الملائكة الذين عنده”.
أبعد كل هذه المزايا للإنسان وهذا التكريم وعظيم هبات الله وتفضله عليـه في خلقه ونشأته يأتي الإنسان ذاته وينتقص ويظلم أخاه الإنسان ويسلب حقوقه !!!ويضطهده وربمايقتله !!!… إذا أدرك الإنسان أنه مجموعة إنسانيـة من روح وجسد وعقل وفطرة طيبة ميزها الله على سائر المخلوقات …فمن المحال بعد ادراكه الصحيح ان يقع في كل الأخطاء الجسيمة بحق إنسانيته ويحط من قدره الذي رفعه الله ويأتي لبني جنسه من المخلوقات الضعيفة لينتقص من قدرها او يسلب حقوقها …انك يا الإنسان ومافيه من اسرار الله المكنونة مالله اعلم به …فلربما إذا أدرك ذلك يسعى لاعتناق المفاهيم القيمة التي جاءت متحده مع الفطرة السليمة ليسعى جاهدًا نحو مساعدة فقراء العالم على وجه الأرض وسد احتياجاتهم المعيشية ونبذ العنصرية المقيته ورفع الظلم وقمع الفساد و واستثمار كل الموارد التي في استطاعة الإنسان الحصول عليها في مساعدة أخيه الإنسان ليعيش حياة كريمة خالية مـن المنغصات وبالتالي نبذ المنافسات الغير شريفة على الموارد الطبيعية وكذلك عدم السباق واللهث نحو الحصول بشكل فردي على امتيازات ليس من حق الإنسان الحصول عليها . نحن شركاء في الارض فالأرض أمنا وهي ملاذنا الآمن في ظل الإنسانيه وفطرة الله التي فطر الناس عليها نعيش بسلام .