الأدب والشعر

الأصْل فِي جَمْع العرب وَجْهان والْجَمْع فِي أَصْل العرب صِنْفَان

الاديب سامى رضوان  عبد الوهاب

الاديب سامى رضوان عبد الوهاب

يَمُر الغمَام ضَرُوس فِي ضَمَّد السَّمَاء حِين يُريد إِيقَاظ الضَّمائر النَّائمة مِن غَفوَة النُّعَاس يَتَدافَع المطر رَغْم عِلْمِه أنَّ

السُّقوط نِهاية لََا مَحالَة حَيْث يَرسُو فِي الأرْض العطْشاء لَكِن ثَمَّة إِدرَاك أشدِّ بَلاغَة مِن عُمْق الفهْم أنَّ عُقدَة المطر

تَلفَّظ أنْفاسهَا الأخيرة تَحْت السَّحَاب غَيْر مُنتبهَة إِلى رُكَام الدُّخَّان المحْتبس تَحْت أُفُق ضَاقَت بِهَا سعْيًا أرى مَا أرى وَرُبمَا

لَم أَكُن أرى لَكِننَا جميعًا لََا بُدَّ مِن أن نرى ونأْسف لِمَا نرى فِي حدِّ بَلاغَة اَلفُضول سَمَاء العرب عَقرَت المطر . . . أَيْن فِي

فَلسفَة المخَاض حَرارَة تُذيب هذَا اَلجلِيد المتعرِّجة بَيْن جَنَبات الجبَال وَمتَى . . . ؟ ونحْن كُلمَا اِنْتظرْنَا جِيلا يُولِّد مَيِّت

ضِلْع بَيْن دَحْض الأزْمان هَيئَة كَابُوس تَمُر بِه الجنازات تَبدُو نُعَاش فَارِغة رُبمَا تَراهَا الأقْلام اَلتِي تَنقَّب سُطُور صَفَحات

التَّاريخ لَعلَّ تَجِد لَهَا أمل بَشُوش يَدفَع طُمُوح أُمَّة تَكالُب مِن أَجْل البقَاء . . . العبارة يَا سَادَة . . . ! شُعُور بِأنَّ الهيْكل فِي

صُورَة الحيَّة يَتبَع سُكُون الأجْسام حَتَّى أَنَّه عدم قَانُون الحرَكة مَا زال هُنَاك زِحَام يَتَنبَّأ الخبر الرَّاسخ فِي اَليقِين . . . أَوَّل مَا

حَرْف فِي التَّاريخ كُرَويَّة هذَا اَلْكَوكب . . . ؟ لََا أَدرِي لِماذَا أَصبَحت البنْية العروبيَّة أَشبَه بِبَيت العنْكبوتِ لَم نَعُد نرى سِوى

خُيُوط تَشُد قِطَار نَحْو خَلفِية الظِّلِّ . . . رُبمَا أكْثرَنَا يَقِف خَلْف المرْآة ويخْشى اِنبِعاث الضَّوْء مِن بعيد لِتكون الصُّورة

مُعْتِمة . . . أَكتُب وَفِي دَاخلِي خبر لَيْس بِجهاد مَنجَم إِنَّما سُكَّر الحيَاة اَلذِي أَثمَا هذَا العقْل حِينمَا عَجزَت خُيُوط الفكْر عن

تَدبُّر الواقع تَمخَّض دَاخلِها مِيلَاد أُفُق وَرغْبَة أُخرَى . . . نَرقُد رقد مُحْتَرِق فَنظُن أَننَا نَتبِع دُرُوب لِلْبحْث عن مَحطَّة نَجِد بِهَا

القيمة العقْليَّة العادلة . . . إِنَّ هذَا اَلظَّن اَلذِي يَفطَن خُمُول الشُّعور يحْملنَا جميعًا لََا بُدَّ مِن ذَلِك . . . تَدافُع هُزَيز الرِّيح

جمعْنَاه فِي حقائبنَا مَلامِح المدينة هاجرتْ تَضارِيس الواقع هُنَاك خِلَاف بَيْن جُسُور الأتْربة وَنقُوش الخرائط لََا يَستطِيع

عَقلِي إِدرَاك بَينَة وسط هذَا اَلغُبار اَلذِي يَدفَع طُمُوح بِلَاد إِلى بَوتقَة الرَّماديَّة . . . كُمُّ أَلْف حَوْل ونحْن نرى الصَّريمة

يَحجُب السَّكْب عن اَلأُفق وَجذُور النَّبَات تَصرُخ فِي مَهبِل تُرْبات أُمَّهات الأجْيال لَعلَّ تَصدُر لَنَا خبر بِأنَّ اَلخرِيف بَتْر عَضُد

النَّمَاء وتوغُّل اَلمحِيط ولم يَعُد هُنَاك فراغَات تَمُر بِهَا نَسَمات اَلربِيع . . . ؟ لَم نَستَطِع إِدرَاك الإيحاء اَلفُحول اَلمُمتد فِي

أَعمَاق البنْية العروبيَّة مِمَّا أَحدَث صَدْع وَشرُوخ بَيْن طَبَقات هذَا العالم العرَبيِّ اَلعرِيق اَلذِي أَقبَل إِلى الحيَاة مُتَرابِط . . .

لَم نَعُد نَسمَع سِوى نحيب لَكِن الجديدان إِشارة لِهَذا الزَّمن والذَّائبان بَيْن الصَّبَاح والْمساء وَرُبمَا الدَّبْران نفْقدهمَا معًا . .

. إِنَّ الغيْهب اَلمُمتد مِن اَلبُكور ثُمَّ الضُّحى لََا يجْعلني أرى قُضْبان هذَا اَلموْكِب حَتَّى أَيقَنت أنَّ الأصْل فِي جَمْع العرب

وَجْهان بَيَان . . . والْجَمْع فِي أَصْل العرب صِنْفَان عِنَان . . . رأيْتهم أيْقنوا مَخَاض مَهْر أَنجَبت صِهْرًا فقالوا إِنَّه عجل وتخْشى

خِرافَهم أن يَأكُلها الذِّئَاب وَفِي النِّهاية يَأكُلها الرَّاعي . . . أُخَاطِب فِيهم قلْبًا لََا أَرَاه نُوَالِي . . . وأرْجو دُرُوب مَا لَيْس لِي . . .

تَعِج السَّمَاء مُزْن السَّكْب لِي . . . غَيبُه المسَاء حِين تُرَج لِي . . . هَاجَت الرِّيح اَلعقِيم تَهجُو القوالي . . . ؟ مَا زِلْتُ أَنتَظر

عَودَة باسقَات اَلنخِيل عِنْد أَطرَاف شِبْه الجزيرة العربيَّة حَتَّى يُلَامِس اَلنخِيل أُفُق السَّمَاء لَعلَّ يَصدُر السَّحَاب عفْوًا عن

زَخَّات المطر ويتوَقَّف اِحتِضار الأرْض فَتَولَّد أَجيَال حَيَّه . . . عُذْرًا يَا سَادَة إِنَّ كَانَت رُؤيَة مُؤْلِمة لَكِن شِرْيَان القلم تَتبُّع

سُطُور الواقع . . . ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى