Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

مزرعة الذل ..الفصل الحادي والعشرون

سمير الشحيمى

سمير الشحيمى

*الإحسان هو أن تصون وجه السائل من ماء المذلة*

 

قرية دمعت عين

يجلس عمرو في سريره وهو يتناول الشوربة التي أعدتها مريم وهيه التي تأكله بيدها فدخل فضل وهو يبتسم قائلاً : حمدالله على سلامتك يا ولدي عمرو طمني عليك كيف صحتك اللحين؟

عمرو : أنا بخير يا عمي بس حاس بألم بجسمي من كثر الضرب لكن انتوا انقذتوني ، ما عرف كيف أشكركم على مساعدتكم لي.

فضل : الشكر لله نحن ماسوينا غير الواجب.

عمرو : بس كيف حصلتوني أنا ما اتذكر شي غير السيد سفيان وهو يضربني ومن بعدها غبت عن الوعي.

فضل : الله نجاك منه ولا كان أنت بعداد الأموات.

مريم : خبرنا عنك جاسم وقت تخلصوا منك الحراس برا المزرعه راحوا شباب القريه وجابوك.

عمرو : من جاسم… تقصدين جاسم مسؤول الحراس!؟

مريم : هيه نعم جاسم مسؤول الحراس يكون أخوي بلأساس.

عمرو مستغرب : أخوك بس هذا يد اليمين لسيد سفيان بتعذيب الناس وفرض النظام.

فضل : هذا كله نحن نعرفه وهالشي غصب عنه.

مريم : جاسم إنسان طيب بعكس ما أنت تعرفه.

عمرو : ما فهمت للحين عقلي مشوش.

فضل : أنت كمل أكلك ورتاح عشان تتعافى وبعدين راح افهمك كل شي.

 

المزرعه

تحديداً في ساحة القصر يخرج السيد سفيان من القصر ويقف وهو يرتدي عباءته (البشت) وحراسه يملئون المكان وكل من العمال والفلاحين متواجدين حول ساحة القصر ومحمود وزوجته رقية تبكي بحرقه على ابنها عمرو.

تأتي عربة مكشوفه بها عدة حراس ويقودها جاسم مسؤول الحراس يقف أمام القصر والحشود ، ينزل جاسم وهو ينظر إلى السيد سفيان الذي هز له رأسه فقال جاسم لمرافقينه : نزلوه.

أنزل الحراس جسد متمدد بحقيبة العربة المكشوفه ووضعوها أمام درج القصر.

انكشف وجه الجسد كان مشوه ولكن الملابس كانت لعمرو الذي عندما رأته رقيه صرخة بكل قوتها : ولدي عمرو لااااااا….

تبكي وتجري وترتمي على الجسد المفارق للحياة وتحتضنه وتصرخ : ولدي ضاع شبابك يا قطعه من فوادي الله لا سامح من اللي كان السبب.

السيد سفيان يسمع ويرى وهو يبتسم بخبث أقترب منه جاسم مسؤول الحراس فسأله : كيف حصلتوه ناهشته الذيابه؟

جاسم : مفترسينه من وجهه وجزء من جسمه.

السيد سفيان : يا محمود تعال.

محمود يحتضن زوجته وعينيه غارقه بالدموع ينظر إلى السيد سفيان بحقد نهض من مكانه واتجه اليه قائلاً : قتلت ولدي عاجبك هالمنظر حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل.

السيد سفيان : اللي يجني على نفسه ويحط عينه بعيني أو بعين بنتي الأميرة الصغيرة ما يلوم إلا نفسه.

محمود : بس حرام عليك ولد مثل الورد بعمر الزهور ولدي وحيدي هذا.

السيد سفيان : مافي فايدة من كثر الحكي شل ولدك وزوجتك وروح ادفنه.

ثم نظر للحشود وهو يقول بأعلى صوته : هاي رساله واضحه للجميع أي واحد تسول له نفسه يسوي شي ما يعجبني أو يفكر بس بينه وبين نفسه بيكون مصيره نفس مصير عمرو.

الجميع لا يتكلمون وصوت بكاء رقيه يملئ المكان.

من نافذة القصر المطله على الحشود مياسه تنظر إلى الجسد المتهالك لعمرو وهيه تبكي بحرقه وامها تواسيها : مات عمرو أبوي قتل عمرو.

روعه : يا قلب أمك قطعتي قلبي الله يرحمه ويصبر أهله مايستاهل عمرو.

مياسه : هذا أبوي متوحش شيطان ماعنده رحمه.

روعه تحضتن مياسه لتهدئتها.

 

قرية دمعت عين

يجلس فضل بالكرسي بجوار سرير عمرو وهو يقول : شوف ولدي عمرو نحن من زمان كنا من سكان مزرعة قرت عين وكنا عمال فيها من مزارعين وسواق شاحنات وحراس من زمن جد السيد سفيان وكنا عايشين مابين وبين.

عمرو : مافهمت كيف بين وبين؟

فضل : مرتاحين ومش مرتاحين ، كنا مرتاحين مع معاملة زوجة السيد جبرين كانت طيبه وحنونه وتساعدنا بكل شي وما مرتاحين من معاملة السيد جبرين كلها ظلم وجبروت بس مع هالشي كانت العيشه مستوره لله الحمد ولين جى ذاك اليوم المحزن وتوفت السيدة ابتهال زوجة السيد جبرين وحزن الجميع حزن كبير حتى السيد صار حزين وما طلع من قصره 3 شهور كان يدير الشغل السيد مهنا ابن السيد جبرين هو أبو السيد سفيان وكان خبيث وشرير تم بكل مره يسوي لنا مشاكل وغيره.

عمرو : شو نوع المشاكل؟

فضل : كانت تنسرق مواشي ودواجن من الحظائر وكان ينعق اللوم علينا نحن العاملين لحد جى يوم اللي طلع فيه السيد جبرين من عزلته وحزنه وشاف اللي شافه وحصل هاي الأمور كلها صايره من سرقات وغيره حملونا نحن مسؤولية السرقه وندفع خسائرها.

عمرو : وبعدين شو صار؟

مريم تدخل الى الغرفة بيدها صينيه عصير قائله : اللي صار الكل تضايق وعصب وصارت انتفاضه بين العمال والحراس وحد تعور وحد تكسر وحد وحد طبعاً الحراس مسلحين بعصي قويه وقتها جمعو الكل وتم نفينا خارج المزرعه.

عمرو : ياربي كيف يرضى شخص يسرق من حلال أبوه وفوق هذا كله يعق اللوم على الفقراء والمساكين حرام هالشي.

فضل : هذا حال الدنيا في ناس ما يهمها كان السيد جبرين شديد البخل يحب الفلس بعكس السيد مهنا اللي يحب يصرف الفلس على سهراته اللي برا المزرعه وسفراته لدول ثانيه.

عمرو : ولا يهمكم كل هالاشياء راح تنتهي إن شاء الله.

فضل ينظر إلى مريم ويسأله : مافهمت عليك.

عمرو : راح تفهم بعدين أهم شي لازم اطمن أمي وأبوي عليه.

مريم : انت تعافى كلك مربط من فوق لتحت محتاج وقت عشان تشفى جروحك.

يرن هاتف فضل وهو يقول : ماله داعي هذا اتصال من أهلك تفضل رد عليهم.

يستغرب عمرو ويتناول الهاتف : ألو.

رقيه : ولدي عمرو حبيب قلبي اشتقتلك يالغالي.

عمرو : أمي الحلوة أنا بخير طمنيني عليك وطمنيني على أبوي كيفكم؟

رقيه : نحن بخير من سمعنا صوتك الحمدلله جاسم طمنى عليك وكل شي تمام لا تحاتي.

عمرو : الحمدلله اعطيني أبوي أكلمه.

محمود : هلا ولدي الغالي أنت بخير؟

عمرو : أنا بخير أنت طمني عليك آخر صوت سمعته كان صوتك بذيك الليلة المنحوسه.

محمود : لا تحاتي أنا بخير أهم شي ديري بالك على حالك والناس اللي أنت معاهم محل ثقه بيساعدوك وبيهتموا فيك.

عمرو : كيف مياسه شي أخبار عنها؟

يصمت محمود فترة ثواني ثم قال : انت دير بالك على نفسك ولا تفكر بشي ثاني ممكن يا ولدي انت بالنسبه لهم انسان ميت وتم ترتيب كل شي خلاص عشان مايدور عليك السيد سفيان.

عمرو : بس يا أبوي السيد سفيان لازم يتعاقب بلي سواه وماراح اتخلى عن مياسه مهما كان.

محمود : انصحك تبقى بعيد هالفترة عشان سلامتك افهمني يا ولدي.

عمرو : أنا فراسي موال أريد أسويه خلاص طفح الكيل يا أبويه ولازم يتعاقب السيد سفيان على اللي يسويه.

محمود : شو ناوي تسوي فهمني؟

عمرو : مع الوقت راح تعرف يا أبويه لا تستعجل.

ولمعت عين عمرو.

 

يتبع ….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى