شيخة الدريبي
الإنسان في حاجة في بعض الأحيان أن يخلو بنفسه ويجلس معها على انفراد قد يكون لقاء مصالحة أو جلسة محاكمة أو بعضاً من العتاب المهم أن يجلس مع نفسه وينتزعها من بين الناس ويستخلصها من أوحال الحياة ومستنقعات الزمن ويزيل عنها تراكمات الأتربة التي تعلق بها كل يوم ويحاول أن يفتش فيها عن ذلك الضوءالقديم الذي يختفي شيئا فشيئاً ويتضاءل يوماً بعد يوم ..
لن ينسى الله سبحانه سكوتك عن الكلام ولا عتباً كتمته ولا قهرًا ألجمته ولا ألماً تحملته فثق بالله وأطمئن أنت لستُ نصفاً لأحد تنتظره ان يكملك أنت مُكتمل بِذاتك وإن أتى شخصٌ إلى حياتك فما هو إلا نجمٌ يُزّين سمائها وإن رحل فما أجمل السماء وهي صافية وأخشى من عتاب يفهم كرهًا ومن صمت يفهم تجاهلًا ومن كلام قد تندم عليه ومن رحيل يؤلمك كن ساكت رغم أنك تحتاج إلى الكلام وأبتسم رغم أنك تحتاج الى البكاء في كل دمعة تسقط من عينيك فيها لوم وعتاب لا يحكى فالصبرً على قَدر المُصاب أفضل وأحلى عتاب وهو الذي يأتي من محب مخلص وفي ..
مِن المؤلم أن تشعر بأنكَ خسرت أشياء كثيرة لم يعد عمرك يسمح بإسترجاعها وأن تلتقي شخصاً شاطرك نفسك يوماً فتكتشف أنّ مشاغل الحياة قد غيّبتك من ذاكرته تماما وأن تكون من أصحاب الأحاسيس التي لا تكذب وتتضخم بإحساس قد يغادرك أحدهم قريبا فتصل يوماً إلى قناعة أنّ كلّ من مرّ بك أخذ جزءاً منك ومضى ما أصعب أن تشعر بالحزن العميق وكأنه كامنٌ في داخلك ألم عريق تستكمل به وحدك الطريق بلا هدفٍ وبلا شريك وبلا رفيق وتصبح أنتَ والحزن والندم فريق وتجد وجهك بين الدموع غريق ويتحول الأمل الباقي إلى بريق..
مِن المؤلم أن تمر عليك لحظة تتمنّى التخلّص فيها من ذاكراتك وأن تكتشف بعد فوات الأوان أنّك مدرج لديهم في قائمة النسيان وصعب أن ينتهي الحبّ الصادق نتيجة لأمر تافه والأصعب أن يستمرّ الفراق لأنّ كل طرف ينتظر إشارة الرجوع من الآخر..
