الإنسجام و التناغم مع الأخر


الكاتبة : ندى فنري
عندما نكون في وئام و تناغم مع أنفسنا ، يفترض أن نكون قادرين على تحقيق الوئام مع الآخرين..
وتيرة الحياة الحديثة و المتسارعة ، و الضغوطات من كل الجهات ، تجعل الناس تشتكي من عدم الإنسجام الروحي ،و التناغم مع الآخرين ، حتى أنهم يشعرون بعدم الرضا عن انفسهم ، و لا عن طريقة الحياة التي يمارسونها ، و ليس لديهم وقت للقيام بكثير من الأشياء ..
إن التوافق بين إنسان و آخر لا يكون بسبب توافق عمري ، و لا لوني ، و لا بطول العشرة ، و لا بالرفقة المستمرة ، لكنه سر من أسرار التوافق الروحي أي أنه انسجام الروح …
من يشتكي من عدم الانسجام الروحي مع الزوجة – أو زوج ، أو الأطفال ، أو الزملاء ،و لديه عدم الرضا عن الحياة ،حتما يسبب له مشاكل لعدم وجود هذا التوازن
و الانسجام .
لا ننكر أنه يوجد أناس أكثر سعادة و هدوء ، و يعيشون مع أنفسهم،و مع الآخرين في وئام لكن نحن نتحدث عن من فقد التواصل الروحي مع الاهل والاصدقاء..
كيف نجد الإنسجام ؟
كل التغييرات نحو السعادة و الوئام تأتي من الدائرة الداخلية …بداية الثقة في الحياة ..
الثقة بالله سبحانه وتعالى و حب الحياة سيؤثر على علاقاتك مع أحبائك و أقاربك ، و جيرانك بشكل عام ، و مع الأشخاص الذين تتقاطع معهم باستمرار …
لا تركز على ما يزعجك ،ركز على ما لديك ، ثم و جه تركيزك إلى الانسجام ، و الشعور بالثقة بالله في قلبك ..
اليك بعض التمارين التي تساعدك في تحقيق الانسجام و التناغم
و الوئام مع الحياة :
_اصنع حياتك و اجعلها سعيدة ،و مزدهرة لا تنتظر أحدا .
_ تعلم أن تعيش ببطء ، فإن الحياة قصيرة جداً ، لا تحتاج إلى عيشها بسرعة …
_ عندما تقرأ كتاب هل تستمتع بكل حوار أو وصف ؟
يشير علماء النفس إلى خطأ نرتكبه عندما نركز على كل شيء سيئ لا نريد القيام به ، و الأشياء الجيدة ، و الممتعة نقوم بها بسرعة كبيرة ….حاول أن تفعل ذلك بالعكس
أنجز الأمور بسرعة ، و استمتع بما تحب ..
أمر آخر لا تكن متواضعاً جداً ، لقد تعلمنا أن نكون متواضعين ، في الحقيقة الحياء المفرط و التواضع يتحول إلى خجل ، و الشخص الخجول، لا يمكنه أن يتطور بانسجام و أن يكون هادئاً عقلياً
لأنه منغلق على نفسه باستمرار ، و يخشى العلاقات مع الآخرين …
الشخص المتواضع جداً لا يحقق ارتفاعات مهنية ، بل يكشف عن بساطة امكانياته ..
بالطبع لا يجب الخلط بين الحياء، و الأخلاق الحميدة ..
نعم علينا عدم مقاطعة الحديث ، و إعطاء مكانك لكبار السن ..و احترام مشاعر الآخرين ، كل هذه تدل على انك شخص مهذب …
المهم ألا تجادل و تشارك في نزاعات و مشاجرات لأن ذلك مرهق ،و يستنفذك عاطفياً .
لا شك أن هناك مواقف تريد الدفاع بها عن نفسك ، و وجهة نظرك
لكن تأكد أن المناقشة
لا تتحول لشجار …
لا يجب أن تجري مناقشات أو مجادلات حول كل شيء صغير ..
لا تحرم نفسك من الحب ،يجب أن يشعر الإنسان بمشاعر قوية تفتح له الصفات النبيلة و توسع أفاق حياته …
يشعر الشخص المحب بحياته في مجملها، و يشعر بفائدتها أكثر
و ترتبط القدرة على الحب ارتباطا وثيقاً بالقدرة على الاحترام .
الشخص الذي يحترم نفسه لن يتصرف بشكل سيئ ،أو يهين الأضعف،الاحترام يلهم الشعور بالحب و يفتح أفاق جديدة .
عليك أن تؤمن أن كل شخص يولد نشيط و كامل الحيوية ،و مع تقدمنا في السن نجد أنفسنا في بعض الأحيان كسالى و نشعر بعدم الأمان
ببساطة اجعل شعار حياتك ،أريد ، أستطيع ، سأفعل ، إنه يزيد الثقة بالنفس .
– خذ الحياة بشكل ايجابي
– تجنب المعلومات السلبية
– لا تستمع إلى ثرثرة الزملاء
– احط نفسك بأشخاص ايجابيين
– ابتسم كثيراً
– تعلم الأشياء المضحكة
– تحكم في مزاجك و تجنب مظاهر السلبية و الملل
– بعد ذلك سيتعاد عقلك على ذلك و ستصبح متفائلاً .
اقض عطلة نهاية السبوع في مدينة غير مألوفة لك ،تغيير المشهد يعطيك انطباعات جديدة و قادرة على اعادة الشعور بالسعادة و امتلاء الحياة .
ستندهش ببساطة عندما تقبل نفسك و تركز على الانسجام تلقائيا وحتى الأشخاص الأكثر صعوبة في بيئتك يبدأون في التصرف بشكل مختلف معك فالتناغم الروحي يخلق مجالاً للخير .