كاتب في سطور الطيب صالح

الطيب محمد صالح أحمد،الذي يعد واحد من أشهر الأدباء العرب في القرن العشرين .و حتى أنه يعتبر أحد أشهر الكتاب في يومنا هذا ، لا سيما بسبب قصصه القصيرة، التي تقف في صف واحد مع جبران خليل جبران، وطه حسين، ونجيب محفوظ.
ولد الطيب في إقليم مروي شمالي السودان بقرية كَرْمَكوْل بالقرب من قرية دبة الفقراء ، وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتسب إليها،وتُوفي في إحدى مستشفيات العاصمة البريطانية لندن التي أقام فيها في ليلة الأربعاء 18 شباط/فبراير 2009 الموافق 23 صفر 1430هـ. و حضر مراسم العزاء عدد كبير من الشخصيات البارزة والكتاب العرب يتقدمهم الرئيس السوداني عمر البشير.
عاش مطلع حياته وطفولته في إقليم مروي.
و قال عن طفولته : «كانت أمهاتنا صغيرات السن، ففارق العمر بيني وبين والدتي سبع عشرة سنة، أذكر أننا كنا نلعب مع أمهاتنا ومن كن في جيلهن.. لها ذاكرة قوية وشديدة الحفظ، تقف في حلقة المديح فتحفظ كل ما يقال، وقد سمعتها مرارًا تروى المدائح والأغاني وشعر الدوبيت (شعر البادية في السودان)»
وقتها هو الوحيد الذي حصل على الثانوية العامة في منطقته ثم انتقل إلى ولاية الخرطوم لإكمال دراسته، بعدها ذهب لدراسة تخصص الزراعة من كلية غوردون التذكارية، جامعة الخرطوم لكنه لم يكمل دراسته في النهاية.
في الخرطوم عمل مدرساً للصفوف الإعدادية لفترة من الزمن حتى سافر إلى إنجلترا ليواصل دراسته في جامعة لندن، وغير تخصصه إلى دراسة الشؤون الدولية
و السياسية .
في لندن عمل في في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية كصحفي وترقى لاحقًا ليصبح رئيسا لقسم الدراما و خلال عمله في هيئة الاذاعة البريطانية
و بعد استقالته عمل في مجال الصحافة .
و قد كتب الطيب صالح خلال عشرة أعوام عاموداً أسبوعياً في صحيفة لندنية تصدر بالعربية تحت اسم “المجلة”، و أيضا كتب في بعض المجلات العربية حيث تطرق الطيب صالح إلى مواضيع أدبية متنوعة.
وفي أعقاب سكنه لسنوات طويلة في بريطانيا أظهرت كتابته إلى الاختلافات بين الحضارتين الغربية والشرقية.
ثم عاد إلى السودان ، و عمل لفترة في الإذاعة السودانية ثم هاجر إلى دولة قطر ، و عمل في وزارة إعلامها و كيلاً و مشرفا على أجهزتها. و أيضاً عاش في باريس و تنقل بين مهن مختلفة، أخرها كان عضواً في منظمة اليونسكو حيث عمل كممثل لدول الخليج فيها .
. اشتُهِر في الرواية والقصص القصيرة،
فأطلق عليه النقاد لقب «عبقري الرواية العربية».
كتب الطيب صالح العديد من الروايات التي تُرجِمت إلى أكثر من ثلاثين لغة و تعتبر روايته “موسم الهجرة إلى الشمال” واحدة من أفضل مائة رواية في العالم ، وقد حصلت على العديد من الجوائز ،و نشرت لأول مرة في أواخر الستينات من القرن العشرينات
من رواياته أيضاً
«عرس الزين» و«مريود»
و«ضو البيت»
و«دومة ود حامد»
و«منسى».
تُرجمت رواياته و معظم قصصه القصيرة كما ذكرنا إلى ما يزيد عن عشر لغات .
و في بيروت تم تتويجه ك”عبقري الأدب العربي”. في عام 2001 و تم الاعتراف بكتابه من قبل الأكاديمية العربية في دمشق على أنه صاحب “الرواية العربية الأفضل في القرن العشرين.
وقد أصدر الطيب صالح ثلاث روايات وعدة مجموعات قصصية قصيرة و تحولت روايته «عرس الزين» إلى دراما في ليبيا
ولفيلم سينمائي من إخراج المخرج الكويتي خالد صديق في أواخر السبعينات حيث فاز في مهرجان كان .
مقتبسات من أقوله :
“نحن بمقاييس العالم الصناعي الأوروبي، فلاحون فقراء، ولكنني حين أعانق جدي أحس بالغنى، كأنني نغمة من دقات قلب الكون نفسه.”
«إنني أريد أن آخذ حقي من الحياة عنوة. أريد أن أعطي بسخاء، أريد أن يفيض الحب من قلبي فينبع ويثمر. ثمة آفاق كثيرة لا بد أن تزار ، ثمة ثمار يجب أن تقطف، كتب كثيرة تقرأ، وصفحات بيضاء في سجل العمر، سأكتب فيها جملاً واضحة بخط جريء.»
موسم الهجرة إلى الشمال .
إنني أريد أن أخذ حقي من الحياة عنوة.
أريد أن أعطي بسخاء، أريد أن يفيض الحب من قلبي فينبع ويثمر.
ثمة آفاق كثيرة لا بد أن تزار ، ثمة ثمار يجب أن تقطف، كتب كثيرة تقرأ، وصفحات بيضاء في سجل العمر، سأكتب فيها جملاً واضحة بخط جريء.”
جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي:
أطلقت جائزة تحمل اسمه بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لوفاته، وذلك في مجالات النقد والرواية والقصة القصيرة، تشجيعًا للفن والثقافة في السودان والوطن العربي.
سوف يبقى الطيب صالح وأعماله الروائية والقصصية ذخيرة لا تنضب لبحث الباحثين نقاداً كانوا أم مؤرخين، فهو عالم ثري مليء بقضايا إنسان العالم الثالث الذي آمن به الطيب صالح وعبر عن همومه وآلامه، أفراحه وإحباطاته.