Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

لــــغــــتـــنـــا الــــعـــربـــيـــة

الشاعر :مصطفي محمد كردى

الشاعر :مصطفي محمد كردى

لـغـةّ إذا خـرجـت عـلـى أخـواتِـها

سـجـدت لـمشهدِ حـسنِها الـربّاني

 

فـهي الـمليكةُ فوقَ عرشِ حروفِها

قـد أصـدرت فـي الحسنِ كلَّ بيانِ

 

كالشمسِ لا تخفى فإن خفيت فقد

خـفـيت عـلـى قـومٍ مـن الـعميانِ

 

مــن عـهـدِ آدمَ كـوّنـت أسـمـاؤها

وبــعـهـدِ طـــهَ شُــرّفـت بــقُـرانِ

 

يـكـفـي بـــأنّ اللهَ جــاءَ بـحـرفِها

لـيـكـونَ تـبـيـانًا عــلـى الـتـبيانِ

 

يـكـفي بــأنّ الـمصطفى بـحديثهِ

قـــد زانَــهـا فـزَهـا بـهـا الـثّـقلانِ

 

لـغـةُ الـبـقاءِ كـمـا الـكـتابِ لأنـهـا

حُـفـظت بـفـضلِ رعـايةِ الـرحمانِ

 

قَـهرت بحرفِ جمالِها الشيبَ الذي

يـأتي الـلّغاتِ عـلى مـدى الأزمـانِ

 

فـهي العروسُ بكلّ حينٍ كالضحى

أو كـالزهورِ تـميسُ فـي الأغـصانِ

 

نُـظِـمت فـكانت كـالسماءِ بـوسعِها

نُــثِـرت كــرمـلِ الــبَـرِّ والـشُّـطآنِ

 

فـانظر إلـى لـغةِ الـكتابِ وقـل لنا

هـل كـان فـي الإمـكانِ شـيءٌ ثانِ

 

قـد أبـدعَ الـرحمنُ سـبكَ حـروفِها

هــي مِـنّـةُ الـمولى عـلى الإنـسانِ

 

فـمن ابـتغى مـنها الـجمالَ أتت بهِ

مـثـلَ الـحـريرِ بـلـمسةِ الـنـشوانِ

 

ومــن ارتـقى فـيها الـجلالَ فـإنها

مــثـلُ الـجـبالِ تـحـيطُ بـالـبلدانِ

 

كـم عـاشقٍ عـشقَ الـهوى بحروفِها

نـسـيَ الـحـبيبَ بـنـظمِها الـفـتّانِ

 

أو عـاتـبٍ بـهـجائِها قـتـلَ الــورى

كـضِـرابِ سـيـفٍ أو كـفتكِ سِـنانِ

 

وبـها الـرثاءُ يُـذيبُ ثـلجَ صـدورِنا

ويــذوبُ قـلـبُ الـقلبِ بـالخفقانِ

 

وإذا الـسـعـادةُ تُـرجـمـت بـبـهائِها

عـــادت كـجـنّـاتِ إلــى الـكـثبانِ

 

لـغـةُ الـحـياةِ بـقَـضِّها وقـضيضِها

قــــد لــونَــت ألــوانَـهـا بـلـسـانِ

 

عــربـيـةٌ قـــادت لـــواءَ عـقـولِـنا

فـتـحـت بـــه الآفـــاقَ بـالـعرفانِ

 

ولــقـد حـكـمنا عـنـدما كـنـا بـهـا

وبـدونِـهـا عُـدنـا إلــى الـخـسرانِ

 

يــا أمــةً خـلـعت عـبـاءةَ حـرفِـها

فــتـعـرّتِ الأجــيـالُ بـالـعـصيانِ

 

عــودي إلـيـها كــي تـعـودي أمــةً

عـــربــيــةَ الأخــــــلاقِ والأردانِ

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى