Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.

شخصية مميزة في سطور..المؤذن : محمد سراج معروف .

محمد سراج معروف مؤذناً في المسجد الحرام بمكة المكرمة ، لنحو 40 عامًا، وذلك من عام 1386هـ / 1966م بشكل غير رسمي، أي منذ أن كان عمره 12 عامًا، وقد كان يرفع الأذان نيابة عن والده الشيخ سراج عبد الرحمن معروف أثناء مرضه، ثم تعين رسميًا عام1403هـ/ 1983م

من صفاته أنه كان :
صاحب مشورة صائبة وحسن التصرف في أصعب الأمور ، وعرف بحلمه عند الغضب وصبره عند الشدائد وتسامحه وصدقه وأمانته وقناعته ، وكان كريماً مضيافاً وشخصاً اجتماعياً ذو تواصل مع القريب والبعيد وكان ذو حديث شيق وروح مرحة وكان سباقاً للخير ويؤثر الناس على نفسه كما في قول الله تعالى :
(( والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون )) آية 9 من سورة الحشر.

ولد محمد سراج معروف في مكة يوم 8 أبريل 1951، نشأ وترعرع في مكة المكرمة في عائلة مكية بجوار الحرم المكي الشريف في حجر والده الشيخ سراج بن عبدالرحمن معروف ، حيث كان والده وأجداده مؤذنين في الحرم المكي .

كانت دراسته الجامعية بكلية الشريعة بجامعة أم القرى .

بدأ حياته العملية كموظف في وزارة الصحة، أما بالنسبة للأذان فقد كانت بداياته حين كان يبلغ من العمر 12 عاماً، فقد تأثر وتعلق بالأذان منذ طفولته اقتداء بوالده وأجداده الذين سبق لهم العمل في آذان المسجد الحرام .

كان في صغره يقوم برفع الأذان من أعلى سطح منزل العائلة، وعندما مرض والده طُلِب منه القيام بالأذان نيابة عنه و كان ذلك عام 1386هـ

يقول رحمه الله :
بعد توسعات الحرم، كان من حظ والدي أن يؤذن في المنارة التي كانت بجوار الملك عبدالعزيز، ورفعت الأذان مرة، بدلًا منه، وبعد أن أتمننا الصلاة، سأل شيخ المؤذنين، الشيخ يعقوب شاكر، والدي من رفع الأذان، ومن وقتها وأنا أرفع الأذان نيابة عن الوالد، وعمري لم يكن وقتها يتجاوز الـ17 عامًا»

ولاحقاً تم تعيينه بشكل رسمي ليكون مؤذناً في المسجد الحرام، وكان ذلك سنة 1403 هـ وقد استمر بصفته مؤذنًا في الحرم المكي حتى وفاته، أي ما يقارب 34 عاماً، وقد عُرِف عنه أداؤه لأذان فجر كل يوم إثنين لآخر ستة عشر عاماً من مسيرته كمؤذن.

تزوج وهو طالب وكان عمره بين ( 18 و19 سنة ) ولديه من الأبناء (خمسة ذكور وابنتان ) وكان بارا ًبوالديه في حياتهم وبعد مماتهم فقد كان خير الابن لوالديه وخير الزوج الصالح والأخ والجد والأب والصديق للجميع

كان لديه داء السكري منذ شبابه ولكن بدأت مضاعفاته منذ عام 1425هـ من شهر رمضان المبارك حينها اضطر إلى عمليات لبتر قدميه ولكن رغم ذلك والحمد لله لم يعيقه بتر القدمين عن التقاعس للذهاب للأذان فقد كان يستعين بالله دوماً ويدعوه لإعطائه القوة ليلبي نداء الحق ، وكان يمارس حياته بشكل طبيعي ويقوم على أعماله بنفسه بفضل الله …
34 عامًا يؤدي رسالته، في الحرم المكي، منها 7 سنوات، يعمل وهو يسير على كرسي متحرك، مبتور القدمين، رافضًا الراحة.

يعتبر سراج معروف نفسه من الجيل الخامس، الذي رفع الأذان في الحرم المكي، يقول معروف في أحد لقاءاته التليفزيونية، مع قناة «اقرأ» الدينية: «أنا مؤذن أبًا عن جد، أعتبر الجيل الخامس ممن رفعوا الأذان في المسجد الحرام»

توفي محمد سراج في الساعة التاسعة مساءً من يوم الجمعة 14 ربيع الأول 1437 هـ الموافق 25 ديسمبر 2015، وذلك بمستشفى النور التخصصي بعد معاناة مع المرض، وصُلي عليه بعد صلاة الفجر من يوم السبت 15 ربيع الأول، ودُفِن في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة.

بجانب دراسته كان محبا وشغوفاً لكتابة الشعر ، ومما كتبه رحمه الله في رثاء صديق عمره وزميله الفقيد الراحـــل إلى رحمة الله / أحمد عمر بكر فلاته. في أبيات حزينة نعاه فيها نذكر لكم بعضاً منها :-

أبكيـــــــــك أحمـــــــــداً والدمع لفقدك نواهـــــــــــــلُ
أبكيــــــــك أخـا عمـري والقلوب لفراقك نواحــــــــلُ
ليتـــــــــك ابــن أمــــي وليت البطون لمثلك تَحمـــلُ
أنعيــــــــك خير الأحبة والحب لسواك لن يُحمـــــلُ
الــــهي يامن لك الأكفُّ نرفعها من ذا سواك نتوسـلُ
ارحـم عبدك الذي تـرك الدنيا وفارق الأحبة وأهلـــهُ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى