الجنية2…الفصل الثالث


بقلم د. فايل المطاعني
سلسلة حكاية الجنيات
اهداء الى روح الجنية الأولى ريم صالح
الحب الدامي
الصعوبة ليست في كتابة القصة إنما الصعوبة في إيجاد عنوان يشد القارئ للقصة هذا الذي يدور فى ذهن شمسة الآن إيجاد عنوان مناسب للفصل الثالث
شمسة: العنوان يجب أن يعطي مدلول للقصة يعني لابد أن يكون له صلة مباشرة بالقصة وكتبت وهي تبتسم
الفصل الثالث عنوانه الحب الدامي
وكتبت : اليوم راح أتحدث عن عماتي
عندي خمس عمات ،اثنتين منهما توأم
هما المها و الريم.
ويا سبحان هما متشابهتان حتى في المصير ؟!
طبعا في عرف عائلتنا، أن البنت من تكمل الخامسة عشر، تتزوج وإذا تريد تكمل تعليمها يتولي هذه المهمة زوجها،طبعا إذا حب ورغب ليس ملزوم ولكنه مخير!
إلا عماتي المها و الريم فقد أكملوا تعليمهم حتى تخرجت كل واحدة منهما المها أصبحت معلمة تربية إسلامية، الريم أصبحت معلمة عربي كيف تم ذلك لا علم ربما تم على غفلة من أهلي أو القدر أرد لهما نفس المصير،،المهم ماراح أخوض في تلك الأسباب بعض الأحيان في أسباب يعجز الواحد منا عن إيجاد أى تفسير لها..سوي إنها قدر الله عزوجل.
فى إحدى الأيام مرضت جدتي زوينة مما استوجب دخولها المستشفي للعلاج وطبيعي أن في هذه الحالات أن بناتها يكن معها في المستشفي لرعايتها
الريم و المها لم يتزوجوا
وضربت رأسها بشكل خفيف وقالت:قاتل الله النسيان
أنا لم أخبركم أن عماتي التوأم لم يتزوجن بعد وهذه أيضا من عجائب أهلي حيث تركوهم حتى سن السادس والعشرين ولم يتزوجن ؟!
كانت الريم تأتي إلى جدتي اولا وتجلس معها فترة المساء إلى الساعة السابعة مساء ثم تأتي عمتي المها وتجلس من السابعة إلى الحادية عشر، وبعدها تأتي عماتي الآخريات ويكملوا رعاية جدتي حتي الصباح وهكذا أما في الإجازات فيختلف الأمر.
بدأت حكاية عمتي المها ،ذات يوم وهي قادمة إلى جدتي ، فقد ذهبت إلى البقالة تشتري غرض ما فتعرض لها أحد الشباب، واخذ يعاكسها حتى وصلت إلى باب المستشفي،فراها أحد حراس الأمن فذهب لكي ينجدها و يخلصها من إزعاج الشاب و مثل الافلام تمام حصلت تلك النظرة وبعدها إبتسامة ومن ثم حب بين عمتي والشاب المنقذ!
وكبر ذلك الإعجاب و تحول إلى حب ،وكبر ذلك الحب فصار صعب أخفاه،فذهب لكي يطلب يدها، مثل أي شاب يحب فتاة و يريدها بالحلال وتذكرت كلمات اغنية سمعتها منذ مدة تقول
يا عم جيتك
لحد بيتك
بشرع الله★
وضحكت شمسة وهي تقول :نسيت تكملة الاغنية
يا تري ماذا تتوقعوا، من اهلي ، هل يقبلون بهذا الشاب الشريف؟
قليل المال غزير الأخلاق
أم سيكون مصير علاقاتهم مثل ما نقرأ، بين شاب في مقتبل عمره لا يملك غير مرتبه وعائلة ثرية تريد لابنتها الزواج من ابن أحد الاثرياء؟
سعد يستعد للذهاب إلى بيت أهل حبيبته ،وأخذ يترنم ببيت شعر يقول فيه
أحلى مقادير الزمن جلسة اثنين
يقضونها بين الدلع والمودة
عاشق ويلعب في شعر كامل الزين.
و الزين يلعب في خيوط المخده
وقبل أن يخرج قبل رأس والده ووالدته فهو وحيدهم
يقف أمام بيت المها وقبل أن يدق الجرس ،أرسل رسالة إلى حبيبته يقول
أنا الأن على عتبة باب بيتكم يا أخرج أسعد رجل بالدنيا أو… لم يكمل
وأضاف هذه العبارة
تأكدي يا تكوني زوجتي على سنة الله ورسوله أو يحرم علي الزواج.
دخل سعد إلى بيت المها وبعد السلام على ،اخوانها ولم يستطيع والدها الحضور لمرضه لذلك لم يحضر لمقابلة سعد
وقبل أن يتحدث سعد قال له عبدالله أكبر إخوان المها وتضيف شمسة ولكن بقلم آخر لونه أحمر عبدالله يكون والدي
عبدالله:أنت وظيفتك حارس أمن
سعد وإبتسامة تعلو شفتاه :نعم ويسعدني أن أتقدم لأختكم.
وقبل أن يقول أسم المها قال له عبدالله: تتقدم
أنا افتكرت أنك جاي تتطلب منا إعانة على وقفتك الطيبة معانا ،أنا عرفت أنه حالتكم تعبانه، وان والدك كفيف
والدتك تشتغل عاملة في مدرسة متوسطة ، على العموم خذ وأخرج من جيبه مالا ، وقال له:ليست خسارة فيك أنت شاب شهم.لا تنسانا من الدعاء
ارتبك سعد، ولم يستطيع الكلام،لملم ما بقي له من كرامه و
خرج لا يعرف إلى أين، لقد شعر بالإهانة،ولم يجد سواء البحر يبوح له ما علق به من إهانة،فجلس يحدث البحر وأخذ يصرخ بصوت عالي
و يبكي وقلبه يعتصر ألم
أما في بيت المها فقد ذهب عبدالله إلى المها و الريم
والغضب والشر يتطاير منه :
من منكم كانت تواعد هذا المتسول ،حتى تجرأ وطرق باب بيتنا، لم يكن سؤالا كان استجواب، كان يصرخ
سيطر الخوف على التوأم،
ولكنه كان خوف اللحظة وبعدها استجمعت المها شجاعتها وقالت:أنا ،لقد سألني عن بيتنا ،فقلت له ،بيتنا لا يضيع وقد وصفت له البيت والبنت تخطب من الغني والفقير ، واين ما يكون النصيب تذهب
لم تكمل حديثها إلا وصوت صفعة قوية قد أطاحت بقرط الذهب إذا كان في أذنها
وعبدالله يتطاير الشرر من عيناه قائلا: قلة الأدب هذه لا تأتي إلا منك انت…تريدين الزواج من شخص راتبه لا يساوي ثمن الثياب التى تلبسي
وأضاف وأين سوف تسكني فوق سطح بيتهم المهترئ
هذا إذا عنده بيت أصلا ولا سوف تصرفي عليه من راتبك
لم تتكلم المها فقد اوجعتها الضربة
أخذ أخيها يكيل إليها أنواع الشتائم والسباب وبعدها قال ضاحكا: بعد الذي حدث له ما أظن سيأتي إلينا وأخذ يقول ساخرا:وما أظن أنه سيأتي حتى إلى شارعنا هذا إبن عاملة النظافة وأغلق الباب ورائه بقوة
أخذت المها تبكي وتبكي و تبكي
لم تبكي لأن الصفعة اوجعتها فقط
بل تبكي لأن حبيبها قد أصابته إهانة و إهانة قوية وهي تعلم عزة نفسه فخافت عليه،،فاخرجت تلفونها وأخذت تتصل عليه،ولم يرد
و أختها الريم جنبها فأخذت تربت على شعرها بحنان،و المها تصرخ بشكل هستيريا و تقول:أين سعد، لماذا لا يرد لا يكون عمل بنفسه حاجه لن أسامح نفسي إذا حصل شي لسعد
إجتماع عبدالله مع أخوته وقال لهم:اليوم فتح هذا الصعلوك أعيننا على حاجة
فيصل :ما تلك الحاجة
عبدالله: المها لازم تتزوج وبسرعة ولا راح تفضحنا
فيصل:طيب لماذا لا تتزوج الذي تحبه يا اخي الحب ليس حرام
نظر إليه عبدالله بغضب وقال: أنت لا زلت صغيرا لا تعرف شي.إذا تركناها براحتها راح تفتح عيون الريم وعيون شمسة وراح يعملوا نفس عملتها، سوف ياتوا الينا برجل من الشارع البنت لا تعطيها على ما تريد، لازم تري العين الحمراء،والا لن تستطيع السيطرة عليها
المهم نحن عائلة معروفة ،مستحيل نزوج أختنا لواحد ليس معروف اصله من فصله ،لا وامه عاملة نظافة ،لازم نتصل لوزير التربية يرقي والدته لكي تعين عاملة نظافة بمدرسة ثانوي وبعدها نفكر نزوح ابنها اختنا قالها بتهكم وسخرية
فيصل وقف غاضبا:انتم جهله ما تعرفون الحب،و ذنبها وذنب هذا الشاب في رقابكم ،وخرج
ولكن عبدالله لم يأبه لكلام أخيه الأصغر
ونتابع بقية السلسلة
معاني الكلمات
★ إحدى اغاني الفنان العماني صلاح الزدجالي