أوراق الورد


مرشده فلمبان
فراشة مرحة جميلة
ضحكات رنانة بريئة
أربعة من اللآليء تضيء ثغرها القرمزي.. عينان عسليتان كشهد صاف.. قلب ينبض براءة وطهرََا.
وجه يشع بريقََا طفوليََا آسرََا.
تبحث هنا وهناك عن نجم آفل.. ذاك النبض الذي يهفو له قلبها الغض لاتعرف كنهه.. ولكن تتلمس وجوده بإحساس وشفافية.
شعور يتبلور في عمق ذاتها ولكن لاتقوى على التعبير عما يخالجها بالكلام وأي كلام هذا؟
هي تبحث عن وجه ملائكي يشع وميضََا ساحرََا.. وإحساسها بذاك الفؤاد النابض بالحنان الدافق.. ويفيض بينبوع دافيء ينساب بين حناياها.
طوفان من الدموع ينهمر من أحداقها البراقة كنجوم الليل.
عيناها تتنقلان من وجه لآخر.. تطير بخفة فتصطدم بكل ركن في أرجاء المنزل الغائب عنه ذاك الوجه المألوف باحثة عن وجه ضائع عن دفء المشاعر… تتصفحها في كل وجه..
تطلب حنانها في كل قبلة.. تتلمس دفء حنانها من كل يد تمتد إليها بالحب.. وفي كل صدر يضمها ويحتويها.
ماما.. ماما.. أين هي صاحبة هذا النداء.؟
كيف تلاقي عيناهاهذا الوجه الضائع في زوايا العمر.؟
رباه.. أين هذه الملامح المنقوشة داخلها؟
ترى أين أختفى هذا المخلوق الناعم الذي يشدها إلى قلبها المتألم؟
لتشعر بلذة القبلات التي تمطر وجهها الصبوح.
صوت حنون يموج في سمعها.. وحنايا ذاكرتها كسمفونية طربية تعزف أوتار قلبها يطوف حول مسامعها بصدى جذاب.
نظراتها تفتش عنها في كل النظرات الولهى.
شيء ما يصرخ في جنبات صدرها الصغير : ماما.. ماما
فيضيع هذا النداء في أرجاء الأماكن وزوايا نبضها في قلبها الصغير.. وبراءتها المذبوحة.
سامحك الله أيها الأب على ضياع هذا النداء في زحمة الحياة الحبلى بالضجيج.. والصخب..
سامحك الله على إطفاء شمعة مضيئة في حياة هذه الطفولة.. وفي مجاهل الكون المظلم ألقيت بمشاعرها ومشاعر أمها بلا رحمة.
رحماك أيها الأب..
الكلام ..
وبراكين من العذاب والحركات الهستيرية الأليمة من قسوة الشعور بالأسى.
إنها الطفولة تعيش في كهوف المعاناة
وتذوقت جبروت الفراق في أول مدارج الطفولة.