إستراحة محارب


سميره التميمي
يحدث أن تعجز انت ككاتب عن أن تكتب كما كنت!!
يحدث ان تجحدك حروفك، وأوراقك ويخونك قلمك الرفيق..
يحدث ان تستجدي حروفك يوما ، ترتجيها لتسطر عن روحك أن تصف عنك دهاليز الألم، وأن تسطر اختناقات الأمل ،فلا تستجيب لك!!
يحدث أن تهرب منك الحروف،. وأن تتبعثر منك الكلمات وأن يتسرب من بين أحبارك اللاشيء الذي لايعبر عن مكنوناتك!
يحدث ان تفتقد كنزك الذي كنت تتباهى به صباح مساء!
وإن تبكي بحرقه كيف تعصيك حروفك وقد كانت خادمك المطيع!! كيف ترفضك وقد كانت تلاصق روحك بل تعانقها!!
يحدث ان يثلم قلمك، وأن يغمد حروفه ، وأن تنام حروفك المذهلة في سبات عميق، وأن يستريح قلمك بعد معاركه الصاخبة!!
يحدث ان تعيش صراع الكلمات التي ترفض إيوائك، وترفض العبارات الركض في ميادين فكرك الخصب، لتراها تتهادى بعيدا عنك في حقول خصبة أخرى خالية منك!
يحدث أن كلماتك تريد أن تتنفس بعيدا عنك، بعيدا عن اختناقات روحك وأوراقك وصراعاتك المتكرره!!
يحدث أنها تريدك أن تمارس فضفضة من نوع آخر، نوع فريد تتميز به، لتركض خيولك في مضمارها من جديد، ويعلن صهيلها حصد مراكزها الأولى التي غابت عنها منذ زمن،
يحدث أن ينطفأ وميض قلم كاتب ما، فلا تتعجبوا من إنطفائه، ولا تلوموه على صمته،
ولتنعشوا رئتيه بجمال مواساتكم، ولتلتمسوا العذر لنبضه الواهن بإحياء نبضه من جديد، فدوام الحال من المحال
دامت صهيل أقلامكم وحروفها المسرجه