قلوب حائرة … الفصل الرابع


الكاتب :محمد عبد العزيز
مرت الساعات طويله وعقارب الساعه أشبه بسهام تنهش في عقل الزوجه الوفيه وهيا تنتظر قدوم الزوج ، الا انه لم يعد ظلت تبكي وتتذكر ما وصاها به الزوج من قراءة الرساله التي أعطاها اياها ويدها ترتعش كلما اقتربت من فتح رسالة الزوج ، تمالكت نفسها وفتحت الرساله وكانت كالآتي : حبيبه قلبي ومنيه الفؤاد أنا الآن قد رحلت عن ذلك العالم المرير الذي لم أذق فيه سوى طعم الألم والأحزان والفراق تاركا خلفي أغلى شيئ في حياتي .. انتِ وطفلي الصغير الذي ذاق مرارة اليتم ،لكني أعلم أن الله قد عوضه بقلب محب آخر ، أحبّه بصدق أنتِ يا حبيبة القلب .
لقد كنتُ أحاول أن اكشف ما تفعله الشركه التي اعمل بها من أعمال مشبوهه من تجاره للسلاح والمخدرات ، وكل ما تتخيليه لدمار تلك البلد التي أعشقُ ترابها وتأخري يعني أن أمري قد كشف وأنه تم القضاء على حبيبة قلبي ارحلي بعيدا عن ذلك المكان حتى لا يتم الوصول إليكِ والقضاء عليكِ وعلى ابني الصغير علميه حبّ الوطن والتضحية من أجله لأن وطننا أغلى من أرواحنا .
هنا لم تجد الزوجه إلا أن تحمل طفلها الصغير ودموعها تملأ وجنتيها وطفلها يبكي بكاءا مريرا وكأنه يبكي حظه العاثر .
ركبتْ القطار وتوجهتْ إلى إحدى المدن الساحلية وجلستْ على الشاطئ وكان الجو يمطر وكأن السماء تشاركها دموعها ودموع الصغير وهي تفكر أين تذهب وهي لا تملك المال ، فجأة توقفت سيارة
فارهة بها رجل وامرأة يظهر على وجوههم الثراء جلسوا مع الزوجه الباكيه سألوها عن سبب بكاءها ؟ لم ترد أن تفصح عن سرها وعن الرساله التي معها إلا أنها أفصحت لهم بأن زوجها قد مات وترك لها ذلك الصغير الذي ليس له أحد سواها ، رق الزوجان لحالها وعرضا عليها أن تعيش معهم لأنهم ليس لهم اولاد ولم يرزقوا وكأن السماء قد استجابت لدموعها ، فأرسلت لها من يمد يد العون وافقت الزوجه دون تردد، ذهبت معهم إلى بيتهم وجدت قصرا كبيرا مملوءا بالخدم وحديقه جميلة خصصت لهم غرفه كبيره للمعيشه جلست معهم شعرت انهم أهلها رأت منهم حنانا وعطفا على الطفل الصغير مرت الأيام وشعرت الزوجة بعلّة في قلبها ، شعرت بدنو أجلها أحضر لها الزوجان الطبيب إلا أنه أخبرهم بأنها سترحل ستغادر الدنيا بكى الزوجان توجها إليها ودموعهم تنهمر هنا وجدت تلك الراحله أنه لابد من الإفصاح عن السر التي لم تصرح به شرحت لهم قصتها كامله واعطتهم الرساله ووصتهم على الطفل عاهداها على رعايته كإبناً لهما .
رحلت الفتاه وعاش الطفل بين الزوجين كأب وأم له منحاه كل الحب والرعاية والمال وكل شيئ وكأن القدر قد رتب ذلك اللقاء .
أتم الطفل المرحله الثانويه وبعدها التحق بكلية الشرطه ونجح وتفوق بها ، ومرت السنون وتخرج منها وعمل ضابطا بجهاز سيادي كبير ،.وفي أثناء عودته من العمل وجد فتاه تستنجد وتصرخ لمحاوله بعض الشباب الاعتداء عليها أسرع إليها ففر الشباب هاربين وحينما وقع نظره عليها وجدها بنت جميلة عيناها كسهام حارقه ، شعرها مجدول كليلٍ جميل ممشوقه القوام ،صوتها كريح بيضاء اللون وجهها مستديرة كالقمر ، شعر بانجذاب نحوها عرض عليها أن يوصلها إلى بيتها، وافقت الفتاه وفي أثناء العوده سألها عن عائلتها ؟وهل هي مرتبطه ؟
علم بأنها ليست مرتبطه شعر
بالسعادة أوصلها بيتها وأخذ رقم هاتفها واستمر اللقاء بينهم لأسابيع .
ظل يفكر بها حكي ما بداخل قلبه لأمه ووصف لها مايشعر به من حراره الحب أخبرته الأم بأن يتقدم لخطبتها عرض الشاب الأمر على. محبوبته ،وجد منها ترحيبا كبيرا وتم تحديد موعد للقاء عائلي .
توجه الشاب والأم والأب إلى بيت الفتاه وجدوا قصرا كبيرا وسيارات فارهه علموا من الوهله الأولى أن الفتاه من اسره ثريه جدا دخلوا القصر وجلسوا إلى أن أتى والد الفتاه رحب بهم واستقبلهم احسن استقبال ، الا انه كان لا يعلم بوظيفه الشاب وحينما علم بأنه يعمل كضابط شرطه بدت عليه ملامح الرفض دون إبداء الأسباب خرج الشاب مكسور القلب محطم الفؤاد ، وكأنه قد كتب عليه التعاسه مدى الحياة ،والاب والأم يواسوه رحل ولا يعلم أسباب الرفض والفتاه تبكي وترفض الطعام والشراب لأيام .
وتدخل في مرحله من المرض والأب في حيره من أمره هل يوافق ام يرفض لأن في رفضه تعريض حياه ابنته الوحيده للموت وفي الموافقه تعريض نفسه للخطر لأن هناك سرا خطيرا يطويه بين جنباته ولا يعلمه أحد .