حوار مع شجرة


مرشده فلمبان
كنت في طريق رحلتي مع الرفيقات.. مشيت الهوينا في لحظة صفاء بين مساحات الجمال الرباني..
صادفت شجرة شامخة وارفة الظلال.. توقفت عندها أتأملها.. لامست مشاعري
أستحوذت على مملكة تفكيري
تربعت على أعماق ذاتي الباحثة عن أسرار الكون، أطبقت
على إحساساتي بجمالها وشفافيتها وخضرتها الجذابة حين نشرت عليها الشمس خيوطها الأرجوانية لتنسجها من خلال الشفق البديع.
وجدت نفسي معها في هذا الحوار النادر الذي أعاد لروحي حياتها..
أخالها تثير كوامن نفسي بهذا الحوار الصامت.. أحاورها أخالها تجيبني من خلال صمتها المطبق
قلت لها : ماأروع قوامك!!
قالت : ذاك هو إبداع الخالق.
قلت : ما أجملك!!
قالت : هومن صنع المبدع تخلقت وأكتملت اوصافي.
قلت : تتراقصين بسعادة أيتها الجميلة.
قالت: ولم لا؟ وانا شامخة أمنح ظلالي الوارفة لكل متعب ينشد الراحة النفسية.
قلت : لاتتعبين من الوقوف ياذات الدلال؟
قالت : قوتي هي من عطايا الرحمن لأن أكون دومََا أخترق قلوب المحبين.. وهمسات العاشقين.. وقضاياالتائهين
قلت : ما أروعك حين يطل الربيع ويبعث إليك باللحن البديع بأنغام العندليب.
ومع النسائم تهفهف على أوراقك المتراقصة.
قالت : النسائم هدية السماء أنعش بها الأجواء على قيلولة من يستظلني.. أبقى دائمََا بظلالي الوارفة في ليالي العاشقين
عبقة بعطور أزهاري في لحظات السهر
وتحت ضوء القمر.
وإن سافر القمر في رحلته عبر الأفلاك
فالنجوم بديلة عنه ترافق السامرين تشاركهم ضحكاتهم وحكاياتهم.
هذا هو منطق الشجرة في ظلال الكون.