شاهر عبدالواسع الأثوري
ودع ديارك إن أردت رحيلا
واسكب دموعك لا أراك بخيلا
لا ترحلن عن الديار وأهلها
إمَّا شفيت من الديار غليلا
غابت شموس الساكنين وقد همى
وجعٌ يصب من العذاب هطولا
زادت جراح الموجعين وأُثخِنوا
وجرت دموع الناظرين سيولا
الظلم غطى أرضَ غزة كالحاً
وهوى على دار الكرامِ ثقيلا
جند الصليب مع اليهود تحالفوا
جعلوا الدمار إلى النجاح سبيلا
جاء الرعاع الماكرون بحقدهم
من حرفوا التوراةَ والإنجيلا
عاثوا فسادا في الديار وخربوا
جعلوا المنازل والديار طلولا
يا رحمة الله العظيمة أدركي
شعباً يئنُّ من الجراحِ عليلا
لم يلق في الأعراب شهماً مُنجداً
وغدا وحيداً صامداً مخذولا
لكنَّهُ ما هابَ من خذلانهم
بل سلَّ سيفاً للجهادِ صقيلا
ما ضَرَّه من خانعٍ مُتخاذلٍ
ومضى يُنَكِّلُ بالعدا تَنكيلا
ترك الخوالف والضعاف وراءهُ
وسرى يقاوم شامخاً ونبيلا
قومٌ أباةٌ يعرفون بأنهُ
ما نالَ مجداً من يعيش ذليلا
النصر آتٍ أهل غزة فاثبتوا
حتى ولو كانَ المخاضُ مَهولا
النصر وعدٌ في الكتابِ مُسطرٌ
والله أصدقُ كل قولٍ قيلا
الله قد لعن اليهود وبعدها
قال العليم: (وقُتِّلُوا تقتيلا)
يا من خرجت إلى اليهود مقاوماً
سدد سلاحكَ وارفع التهليلا
يا من أخذت السابقين ببغيهم
أدركْ بصهيون القرون الأُولى
أعبيد عجل السامري ترقبوا
يوماً يحل بكم يكون وبيلا
يا أهل غزة قاتلوا حتى نرى
جيش الطغاة مُمزقاً مذهولا
وعلى المُهيمن والعظيم توكلوا
وكفى به ملك الملوك وكيلا
