الاخبار الفنية

“اليوم العالمي للتصوير”.. ترسيخ لـ “داجيروتايب” أول تقنية ناجحة للتصوير الفوتوغرافي

المركز الاعلامى_ جدة

المركز الاعلامى_ جدة

يرسخ الاحتفاء باليوم العالمي للتصوير “World Photography Day”، الذي يصادف الـ 19 أغسطس من كل عام، تاريخ اختراع الـ “داجيروتايب” أول تقنية ناجحة للتصوير الفوتوغرافي، المبتكرة من جوزيف نيسفور نيبسي، ولويس داجير في فرنسا عام 1837م، عندما وضعا أول بصمة للتصوير، ليصبح على إثر ذلك التصويرُ الفوتوغرافي منذ أوائل القرن التاسع عشر وسيلةً متنامية للتعبير الشخصي وتوثيق اللحظات والذكريات، ونقل القصص من خلال عدسات المصورين.

ويُعد هذا اليوم فرصة للتأمل في الدور الكبير الذي يلعبه التصوير في الحياة اليومية، حيث تشمل فعاليات الاحتفاء به: إقامة العديد من المعارض الفوتوغرافية والمسابقات، وورش العمل، والندوات، لعرض أعمال المصورين التي تتنوع بين تصوير الطبيعة، و”البورتريه”، والتصوير الصحفي، والفن التجريدي، فقد تطور عصر التصوير نتيجةً للتحسينات والتطورات التكنولوجية، من الكاميرات التقليدية إلى كاميرات الهواتف الذكية، ومن التحميض اليدوي إلى برامج التحرير الرقمية مثل: “فوتوشوب”، و”لايت روم”، وصولًا إلى دخول الذكاء الاصطناعي بقوة في هذا المجال، مما فتح آفاقًا جديدة للتعبير الفني والتوثيق.

من جانبها تبذل هيئة الفنون البصرية التابعة لوزارة الثقافة مجهوداتٍ حثيثة لإثراء مجال التصوير الفوتوغرافي، ساعيةً من خلال ذلك إلى رعاية المواهب الفنية للهواة والممارسين والمهنيين في المملكة، ودعم عملية إنتاج وعرض الأعمال الفنية السعودية بكافة أشكالها محليًا ودوليًا، للحفاظ على الإرث التاريخي للمملكة، والاحتفال بحاضرها المزدهر، والتعاون لبناء مستقبلٍ نابض بالثقافة والإبداع، وذلك من منطلق دعم مشهد الفنون البصرية في المملكة.

وتنبثق رؤية الهيئة من كونها مركزًا إقليميًا للفنون البصرية، يسعى إلى تشجيع المجتمع المحلي على تذوق الفن والاحتفاء به، وتوفير فرص فريدة لنمو المواهب المحلية، وتمكين الممارسين على مستوىً عالمي بروح وطنية، وذلك وفق رسالتها المتمثلة في تمكين حركة الفنون البصرية في المملكة من خلال دعم التعبير المجتمعي، وتعزيز الحوار بإتاحة فرص المشاركات الفنية المتنوعة، والعمل كمحفز لاقتصاد مبدع ومستدام.

وتهتم الهيئة بتمكين محترفي الفنون البصرية، وتحفيزهم لإنتاج وتقديم أعمال فنية تثري قطاع الفنون البصرية؛ لتكون المملكة رائدةً بفنِّها؛ وذلك من خلال عدد من البرامج والمبادرات التي أطلقتها الهيئة لتهيئة البنية التحتية اللازمة لبيئة مستدامة ومتنامية في قطاع الفنون البصرية، ومنها “جائزة المملكة الفوتوغرافية”، وهي جائزة سنوية مرموقة تهدف إلى الاحتفاء بالمصورين المبدعين وتشجيعهم على تقديم أعمال فوتوغرافية عالية الجودة تعكس تنوع الثقافة السعودية وثراء بيئتها الطبيعية والحضرية.

وترحب الجائزة بالمشاركات من الهواة والمحترفين في مختلف مجالات التصوير، كتصوير الطبيعة، والبورتريه، والتصوير الوثائقي والفني، كما توفر للفائزين فرص عرض أعمالهم في معارض محلية ودولية والمشاركة في برامج تدريبية، وورش عمل متخصصة، مستقبلة الجائزة منذ انطلاقتها أكثر من 2000 مشاركة، ودعمت ما يزيد على 50 فنانًا من المملكة، ومختلف دول العالم، بما في ذلك الأرجنتين، ومصر، والفلبين، والمغرب، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، واليمن، وغيرها، مما يعكس مكانتها منصة عالمية تحتفي بالإبداع الفوتوغرافي، وتفتح آفاقًا أوسع للتبادل الثقافي والمعرفي بين المصورين من مختلف الخلفيات.

كما أقامت الهيئة عددًا من الشراكات مع الجهات ذات العلاقة لاستحداث مجموعة واسعة من الفرص المحلية والدولية للمواهب السعودية، وخلق مشهد جماهيري حيوي يقدم من خلاله فرص لجميع المواهب والمجموعات الفنية؛ للتعاون والإنتاج والابتكار وتقديم مجموعة متنوعة من الأنشطة والأعمال التي تسهم في إحداث تحول إيجابي في الصورة السائدة عن الفنون البصرية على الصعيدين المحلي والدولي.

يُذكر أن الفنون البصرية ظهرت في المملكة بمفهومها الحديث في الستينيات، وتشكّلت ملامحها عبر العديد من الفنانين الرواد الذين عبروا بأعمالهم عن رؤى مفاهيم حديثة ومعاصرة تستلهم الثقافة والتاريخ وذاكرة المجتمع، ووجدانه، وتصور مستقبلًا مزدهرًا بأساليب التعبير المختلفة والمتجددة للفنون وصداها عالميًا، حيث جاءت هذه الثقافة الإبداعية الخلاّقة ثمرة لانطلاق الإنسان بخياله، وحاجته لابتكار صور ورموز وفنون بديعة تكسر حاجز اللغات والثقافات والمسافات، لتصبح وسيلة جديدة في التعبير والتواصل بين البشر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى