مقالات

مفهوم التطور

مرشدة يوسف فلمبان

مرشدة يوسف فلمبان

التطور هو المسافة التي تفصل بين جيل وآخر فكريََا.. وأخلاقيَا.. وحضاريََا وإجتماعيََا.. وكل جيل يختلف عن الأجيال التي سلفت..

والتطور بشكل عام هوعملية التغيير التدريجي والمستمر للكائنات الحية على مدى أجيال عديدة.. والإنتقال من النمط البسيط إلى نمط أكثرتعقيدََا.

وكل جيل له مفاهيم غيرمفهوم الزمن الماضي.

فالإنسان في ديمومة من السعي إلى الأفضل ويصبو إلى الحياة المثلى بكل أبعادها.. وهذا التطور يغير بدوره إطار البيئة التي يحيا فيها الإنسان.. بما في المجتمع من تقاليد وعادات وأفكارمتينة الجذور

متشعبة النواحي قد تصمد وتقاوم حتمية التطور لكنها لاتلبث أن تنهار تدريجيََا لتحل محلهاأخرى تناسب العصر والوقت.. والتطور إن انحصر بالقشور والمظاهر البراقة الزائفة كالأزياء مثلََا وتصميمات المنازل.. وطرق المعيشة.. كان شيئََا تافهََا إن لم يصاحبه تطوير جوهري جذري يستهدف نسف الأفكار الجامدة الراكدة والتمهيد للمرنة منها.. فيسعى المرء جاهدََا للوصول إلى وضع أفضل مما هو فيه.. فيجد نفسه مسوقََا مع غيره دون أن يشعر إلى التأقلم والتطبع بالوضع الجديد والسير في ركابه حتى لا يشذ عن المجموع..

ونحن يجب أن نسعى للتطور بكل مافيه الخيروالإصلاح ولا يخرج عن مفاهيم الدين الحنيف.. وعن نطاق الطريق السوي. فكل تطور لابد أن يكون مرهونََا في حدود التعقل والإتزان.. فليس كل تقليد أعمى تطورََا.. ولا يسمى التمشي مع تقاليد الغرب الزائفة تطورََا.. وثمة وازع ديني وضوابط في نفوسنا تمنعنا من التمادي في المفهوم الخاطيء بالنسبة لكلمة (التطور).. فليست الأزياء الخليعة التي ترتديها الماجنات من حتميات التطور..

وليس الإتيكيت الشاذ الذي يدعو إلى أن تجلس المرأة بجوار الرجل الأجنبي وعبق عطرها يفوح بين الأجواء ووجهها ملطخ بألوان المكياج بلا حجاب يدعى تطورََا.. وهكذا تبدو المرأة المسلمة في قاعات المؤتمرات والإجتماعات واالإختلاط في كثير من مجالات الأعمال وهو مايسمى بالتطور المجتمعي للأسف الشديد هو الحاصل في هذا العصر ليس من الأدب الإسلامي.. هل هذا من دواعي التطور؟ أم

ذلك دعوة إلى اتباع الأفكار الهدامة التي ينصبها لنا أعداء الإسلام لنشذ عن الطريق القويم؟

فيا حبذا الإنتباه والحذر مما يرسمه لنا أعداؤنا عن طريق نسائنا الفاضلات لنهوي إلى قاع الضياع تلوكنا براثن شياطينهم.. وتحفيز بعض الشباب على الفساد.. علينا أن نفتح عيوننا على حقائق الحياة.. وأن نعلم أول ما نعلم أن ماأقمناه من مجد وحضارات قد يزول لاقدر الله بشيء من الوهن يدب في صفوفنا.. وقليل من التهاون قد يطيح بمابنينا من عز شامخ.. ذلك لأن الأعين ترصد تحركاتنا وإنجازاتنا.. والأيدي الطامعة تمتد إلينا بكل عدة وسلاح.. والخطر محدق بنا..

علينا أن نتخذ من الشريعة كتابََا ونبراسََا في هذا العصرالتكنولوجي الذي يتطلع أهله كل يوم إلى كل جديد..

فهل نكون سباقين إلى إدراك هذه الحقائق؟

أرجو ذلك!!!

Mrshedah @ shafag – esa

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى