“القومي للمسرح” يحتفي بإبداعات التأليف الشابة مصر منارة للكتابة المسرحية الأصيلة

صموئيل نبيل اديب 

احتفى المهرجان القومي للمسرح المصري بالفائزين في مسابقة النصوص المسرحية في احتفالية بهيجة شهدت حضورًا جماهيريًا لافتًا وعددًا من كبار الكتاب والمبدعين. يأتي هذا التكريم في إطار دعم المواهب الصاعدة وإثراء المشهد المسرحي المصري بنصوص جديدة ومبتكرة.

أدار اللقاء المخرج المسرحي عمرو قابيل الذي أعرب عن سعادته بهذا التقليد مؤكدًا أن مصر كانت وستظل الملهمة في فن الكتابة المسرحية بفضل جذورها العميقة وتاريخها الزاخر بالكتابات التي أثرت المشهد الفني. وأشار قابيل إلى تكريم ثلاثة فائزين مع الإشارة إلى غياب الكاتب محمد سرور صاحب نص “الخالة” الفائز بالمركز الثالث.

رؤى نقدية وتحليل معمق للنصوص الفائزة

قدم الدكتور شريف صالح قراءة تحليلية نقدية للنصوص الثلاثة الفائزة مهنئًا الكتاب على إنجازهم. طرح صالح تساؤلاً جوهريًا حول طبيعة النص المسرحي وهل هو نص أدبي قابل للقراءة بذاته أم يكتمل فقط بتحوله إلى عرض؟ مشيرًا إلى أهمية التصنيف النوعي للنصوص ومدى وضوحها.

استخدم صالح المنهج السيميائي لتحليل النصوص ملاحظًا غياب التصنيف الواضح (تراجيدي أو كوميدي) على الرغم من ميلها للطابع التراجيدي بلمحات كوميدية. وأشاد باختيارات العناوين التي اتسمت بالفضول والإثارة مثل “فريق الكابتن يحيى” و”40 ميلاً بحريًا نحو الشمال” و”الخالة”.

كما تناول الدكتور صالح البنية الدرامية للنصوص متوقفًا عند تباين مستويات اللغة المستخدمة بما في ذلك العامية وتفاوت مستوى لغة الإرشادات. ورغم إشادته بنقاط القوة في تحليل الشخصيات والحيز المكاني إلا أنه نوه إلى أن “النصوص حاولت أن تقول كل شيء وهذا ما جعلها في الحقيقة لا تقول شيئًا محددًا وأفقدها مساحة التأمل”.

أصوات مبدعة تحكي عن تجربتها الأولى

تحدث الكاتب والمخرج أحمد سمير الفائز بالمركز الأول عن نصه “فريق الكابتن يحيى” معربًا عن كون هذا العمل هو أول تجربة تأليف مسرحي خالصة له. وأوضح سمير أنه يميل إلى مسرحة الرواية في عمله الإخراجي وأن فكرة النص جاءت من خياله بالكامل حيث تم بناء الشخصيات دراميًا من الصفر.

من جانبه شارك الكاتب عبد الرحمن الحمامصي صاحب النص الفائز “40 ميلاً بحريًا نحو الشمال” تجربته الملهمة حيث أوضح أن فكرة نصه تراوده منذ سنوات الجامعة وأن صديقة شجعته على تحويلها إلى نص مكتمل وهو ما أثمر عن فوزه بالمسابقة. وأعرب الحمامصي عن امتنانه العميق للملاحظات النقدية التي قدمها الدكتور شريف صالح معتبرًا أنها أضاءت له جوانب مهمة في عمله.

تفاعل الجمهور يثري الحوار النقدي

شهدت الندوة تفاعلاً واسعًا من الجمهور حيث قدمت الكاتبة صفاء البيلي ملاحظات بناءة حول بنية النصوص وإشكاليات اللغة وأصالة الفكرة. كما أضاف الدكتور أحمد عامر ملاحظات تحليلية قيمة حول التقنيات الدرامية مما أثرى اللقاء وجعله منصة حوارية عميقة ومثمرة توسع من الرؤى النقدية والتأملية للحضور والكتاب أنفسهم.