غيداء موسى - جدة
كشف طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين، أن فيتامين B12 يعتبر من الفيتامينات المهمة جدا للجسم ، إذ يترتب على نقصان منسوبه في الجسم إلى ظهور بعض المشاكل الصحية ومنها التعب المستمر ، شحوب الوجه ، ضيق في التنفس ، ضعف التركيز ، تنميل الأطراف ، تقلبات مزاجية ، مبينا أن عدم معالجة مشكلة نقصانه في الجسم يعتبر من الأمور المضرة ، إذ قد يسبب ضرر دائم في الأعصاب ، ومشاكل عصبية ونفسية ، وفقر دم شديد.
وقال د.ضياء إن أهميته تكمن في تعزيز صحة الجهاز العصبي عبر تكوين الغلاف المياليني الذي يغلف الأعصاب ويحميها ، بينما نقصانه قد يؤدي إلى تلف الأعصاب، مما يسبب وخزًا في الأطراف، ضعف الذاكرة، أو حتى مشاكل عصبية دائمة إذا لم يُعالج ، بجانب ذلك يعتبر فيتامين B12 ضروريا لإنتاج خلايا دم حمراء سليمة ، بينما نقصه يؤدي إلى نوع من فقر الدم يُعرف بـ “فقر الدم الخبيث” ، حيث تكون خلايا الدم الحمراء كبيرة الحجم وغير طبيعية ،
أيضا تكمن أهميته في إنتاج الحمض النووي (DNA) مما يجعله أساسيًا لتكاثر الخلايا ، والى تحسين عمليات الأيض كما يساعد في تحويل الطعام (خاصة الدهون والبروتينات) إلى طاقة.
وأكمل د.ضياء : يعتبر فيتامين B12 مهم لصحة القلب لكونه يسهم في خفض مستويات الهوموسيستين، الذي يُعد عامل خطر لأمراض القلب وخاصة مرض الشريان التاجي ، وقد يكون نقص فيتامين ب12 من عوامل الخطورة لبعض أمراض المناعة الذاتية، مثل داء جريفز، والروماتويد والذئبة الحمراء وهاشيموتو (التهاب الغدة الدرقية المناعي) والسكري النوع الأول وحتى سرطان المعدة ، ومن الضروري إفادة الطبيب عن الأدوية التي تؤخذ من قبل المريض خلال عمل التحليل لان بعضها قد يؤثر على نتيجة التحليل لفيتامين B12.
وعن مصادر فيتامين B12 أوضح د.ضياء:
هناك بعض المصادر الغذائية ومنها الكبد ، اللحوم ، الأسماك ، البيض ، والحليب ومشتقاته ، وقد يصف الأطباء لبعض الحالات المكمل الغذائي لفيتامين B12 لتعويض نقصانه ، مع التنويه هنا أن جسم الإنسان لا ينتج فيتامين B12 بشكل طبيعي، لذلك يجب الحصول عليه من خلال النظام الغذائي أو المكملات ، كما أن الأشخاص النباتيون قد يكونون أكثر عرضة لنقص فيتامين B12، وايضا كبار السن قد يعانون من صعوبة في امتصاص فيتامين B12، وقد يحتاجون إلى مكملات غذائية ، وبفضل الله فإن معظم حالات النقص غير خطيرة وتعالج عن طريق المكملات وقد يتم اعطاء حقن عضلية كبداية في حالات النقص الشديد ومن ثم المتابعة عن طريق الحبوب ، وبالرغم أن هذا الفيتامين آمن لكن الحصول على جرعات عالية منه خاصة لمرضى الكلى دون إحتياج لن يُعطي فوائد للجسم بل قد يُسبب إرهاق للكل، لذلك أنصح دائمًا بإستشارة ومتابعة الطبيب.
وعن الكمية المطلوبة لفيتامين B12 يوميا ختم د.ضياء بقوله:
الكمية اليومية المطلوبة من فيتامين B12 تختلف حسب العمر، الجنس، والحالة الصحية (مثل الحمل أو الرضاعة) ، فالرضع 0–6 أشهر يحتاجون إلى (0.4) ميكروغرام ، والرضع 7–12 شهرًا (0.5)ميكروغرام ، والأطفال 1–3 سنوات (0.9) ميكروغرام، والأطفال 4–8 سنوات (1.2) ميكروغرام ، بينما الأطفال 9–13 سنوات (1.8) ميكروغرام ، المراهقون والبالغون 14+ يحتاجون (2.4) ميكروغرام ، والحوامل (2.6) ميكروغرام ، والمرضعات (2.8) ميكروغرام ، وكبار السن (25-100) ميكروغرام ، وبشكل عام يعد فيتامين B12 آمنًا جدًا؛ فهو من الفيتامينات الذائبة في الماء؛ بمعنى أنّ الخلايا الدهنية في الجسم لا تُخزنه، وبالتالي فإنّ فرصة التسمم بفيتامين B12 قليلة جدًا؛ فحتى في حال أخذ جرعة أعلى من المطلوب فإنّ الجسم يتخلص منها عن طريق البول.
