الأدب والشعر

فنّ البدايات

وجنات صالح ولي. 

وجنات صالح ولي. 

حين يقرّر القلب أن يبدأ من جديد ، ليست كل بداية ولادة، وليست كل ولادة حياة.

البدايات الحقيقية لا تبدأ من الخارج، بل من قرارٍ داخلي، خافت، يتسلل بين أنقاض القلب، ويهمس: “يكفي”.

يكفي خذلانًا، يكفي انتظارًا، يكفي تقبُّلًا لما لا يُحتمل.

فنّ البدايات ليس مهارة جاهزة نولد بها، بل هو تدريب طويل على أن نُعيد ترتيب أفكارنا، ونحزم أمتعتنا العاطفية، ونمشي… رغم الخوف.

ليس من السهل أن تبدأ.

أن تُدير ظهرك لما اعتدت عليه، حتى وإن أوجعك، فقط لأنك قررت أن تُنقذ نفسك.

أن تخرج من قصة كنت بطلها، ولكنك لم تكن سعيدًا.

أن تغلق بابًا، دون أن تلعن من خلفه، فقط لأنك آمنت أن ما بعده قد يكون أرحب.

البدايات لا تعني النسيان، بل تعني أن تختار أين تضع الذكرى، وكيف تحررها من قلبك دون أن تحرّفها.

يُقال إن من يُجيد البدايات، يُجيد الحياة.

لكن الحقيقة؟

من يُجيد البدايات هو من تذوّق طعم النهاية دون أن يُنهكه، من سقط ووقف، من أعاد كتابة نفسه بالحبر نفسه… ولكن على ورقٍ أنقى.

فلا تخشَ أن تبدأ من جديد…

ففي كل بداية، احتمالٌ لحياةٍ تُشبهك أكثر، وتحتضنك أعمق، وتناديك باسمك كما لم يُنادك أحد من قبل.

نهاية وجدانية: ولك أن تتذكّر دائمًا…

أن البداية ليست حيث تبدأ خطواتك، بل حيث يهدأ خوفك ويقف قلبك شجاعًا ويقول: “أنا أستحق أكثر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى