الأدب والشعر

قلوب لا تُستبدل

وجنات صالح ولي

وجنات صالح ولي

في عالم يُروّج لفكرة “ابدأ من جديد”… ننسى أن بعض القلوب لا تُستبدل.

أن هناك أناسًا مرّوا فينا، لا يُمكن تكرارهم، ولا يصلح لغيابهم بديل، لا في الرفقة، ولا في الشعور، ولا حتى في الغياب.

إننا لا نُحب الأشخاص لأنهم الأفضل دائمًا، بل لأنهم كانوا الأقرب إلى نسختنا الضعيفة يومًا، الألطف حين كانت الحياة قاسية، الأصدق حين كنا نبحث عن قشة صدق وسط طوفان تكلّف.

إنهم كانوا نقطة نور وسط انطفاءاتنا…وذاك لا يُنسى، ولا يُعاد تمثيله على مسرح الحياة.

حكاية.. كانت “راوية” امرأةً تحترف الصمت.

وفي زحام الأيام، قابلت “سامي”، رجلًا لم يُقدم لها العالم، لكنه جلس معها ذات مساء وقال:

“لا أدري كيف أصفك، لكني أرتاح لكِ أكثر مما أستطيع تفسيره.”

ثم مضى… مضى لأنه لم يكن جاهزًا، ولأن التوقيت خذلهما.

مرت سنوات، التقت وجوهًا عديدة… قُدمت لها هدايا ثمينة، وكتب لها آخرون الأشعار، لكنها كانت تعلم في قرارة نفسها:

لا أحد كتب اسمها داخل قلبه كما كتبه “سامي”… دون أن يطلب شيئًا.

قبلة على القلب …ليست كل القلوب قابلة للنسخ.

بعضهم… إن رحل، ترك في القلب فراغًا لا يملؤه أحد، لأن أثرهم لم يكن بالكلمات أو الأفعال، بل بنبضٍ خاص لا يشبه سواهم.

فلا تُجهد نفسك في استبدال من لا يُستبدلون…

فبعض القلوب، وُجدت لتُحب مرة، ولتُذكر دائمًا، ولتبقى… حتى وإن غابت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى