مقالات

مهارات أساسية لأبنائنا قبل الجامعة

بقلم: حنان سالم باناصر

بقلم: حنان سالم باناصر

تُعدّ المرحلة الجامعية من أهم محطات الحياة التعليمية وأكثرها تأثيراً في تشكيل الشخصية وبناء الذات. فهي لا تقتصر على الدراسة الأكاديمية فحسب، بل تشمل أيضاً طيفاً واسعاً من الأنشطة والفرص التي تعزز المهارات المعرفية والاجتماعية. ومن هذا المنطلق، يصبح من الضروري أن يُتقن أبناؤنا عدداً من المهارات الأساسية قبل أن يبدأوا رحلتهم الجامعية، ليكونوا أكثر استعداداً للتفاعل الإيجابي مع البيئة الأكاديمية وتحقيق التميز الشخصي والعلمي.

أولاً: مهارة العمل الجماعي

يُعدّ العمل الجماعي من أهم المهارات التي ينبغي على أبنائنا اكتسابها قبل المرحلة الجامعية، إذ تُبنى كثير من المشاريع الأكاديمية والأنشطة الجامعية على العمل ضمن فرق. والتعاون الفعّال يتطلب قدراً عالياً من الوعي والتفاهم وتقبّل الآخرين، وهو ما يُعزز روح الفريق ويُنمّي القدرات القيادية لدى الطالب.

ثانياً: مهارة إدارة الوقت

في ظل كثافة المناهج وتعدد الأنشطة الجامعية، يحتاج الطالب إلى مهارة إدارة الوقت ليتمكن من توزيع جهده بشكل متوازن بين الدراسة، والنشاطات، والحياة الشخصية. وتشمل هذه المهارة القدرة على التخطيط المسبق، وتحديد الأولويات، وتنظيم الجداول اليومية بما يحقق الإنجاز الفعّال دون ضغط أو فوضى.

وقد أثبتت دراسة نُشرت عام 2024 في مجلة BMC Psychology أن الطلبة الذين يتمتعون بمهارات عالية في إدارة الوقت يظهرون مستويات أعلى من التحصيل والمثابرة الأكاديمية، كما أن التخطيط والتنظيم يسهمان بشكل مباشر في تحسين الأداء الدراسي.

ثالثاً: مهارة حل المشكلات

الحياة الجامعية مليئة بالتحديات التي تتطلب من الطالب أن يكون قادراً على التفكير المنطقي واتخاذ القرارات السليمة. فامتلاك مهارة حل المشكلات يساعد على تجاوز العقبات وتحويلها إلى فرص للتعلّم والنمو، كما يعزّز الثقة بالنفس والاستقلالية في مواجهة المواقف المختلفة.

رابعاً: المهارات الشخصية والتواصل

التفاعل داخل البيئة الجامعية يتطلب مهارات تواصل راقية، سواء مع الزملاء أو الأساتذة أو الجهات الإدارية. وهذه المهارات تُسهّل بناء علاقات إيجابية وتُعزز روح التعاون والعمل الجماعي، كما تفتح مجالات أوسع للاستفادة من الخبرات وتبادل المعرفة.

خامساً: مهارة تحديد الأولويات

من المهم أن يمتلك الطالب القدرة على تصنيف المهام وترتيبها وفقاً لأهميتها ووقتها، مما يساعده على الإنجاز بتركيز وكفاءة. فمهارة تحديد الأولويات تمنحه وضوحاً في الرؤية، وتُسهم في تقليل التوتر وضياع الوقت، وهي من العلامات الفارقة في شخصية الطالب الناجح

ختامًا

إن امتلاك أبنائنا لهذه المهارات قبل دخولهم إلى الجامعة ليس خياراً، بل ضرورة تُمليها تحديات المرحلة ومتطلباتها. ومن المهم أن تدرك الأسرة والمؤسسات التعليمية أن تنمية هذه المهارات لا تُسهم فقط في نجاح أبنائنا داخل الجامعة، بل تُهيئهم أيضاً للاندماج في سوق العمل بكفاءة، وتُعزز فرصهم في المنافسة المهنية في المستقبل بثقة وجدارة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى