الأدب والشعر

السلام النفسي… قرار قلب

وجنات صالح ولي

وجنات صالح ولي

ليس من السهل أن تصل إلى السلام النفسي.إنه قرار جريء، يولد في أعماقك عندما تقرر أن تتجاوز كل ما يوجعك،وتترك خلفك ما يسرق فرحك،وتختار أن تتأقلم مع الحياة كما هي، لا كما تريدها أن تكون.. السلام النفسي ليس شعارًا جميلًا نكتبه في دفاترنا أو نعلقه على الجدران، إنه حالة وعي، حالة رضا، أن تقول لقلبك: “اهدأ… فأنا هنا من أجلك.”

أن تحتضن ظروفك مهما كانت، وتحب نفسك حتى في لحظات ضعفها. . السلام النفسي يعني أن تثبت وجودك وسط العاصفة،

أن تبتسم رغم كل شيء،وأن تهمس لنفسك كل صباح:

“أنا أستحق الطمأنينة، وأستطيع أن أخلقها بداخلي.”

قد تسأل: كيف أصل إلى ذلك السلام؟

وأجيبك بكل صدق: ابدأ بخطوة صغيرة، خطوة تنبت في قلبك لا في محيطك.

اغلق أبواب المقارنات، دع الآخرين يمضون في سباقهم، وابقَ أنت في مضمارك، ترافقك ذاتك، وتدعمك روحك.

تعلم أن تقول «لا» لما يزعجك، و«نعم» لما يسعدك.

تعلّم أن تحب وحدتك، فهي حضن دافئ حين يرحل الجميع.

وتعلّم أن تسمع قلبك، فغالبًا ما يهمس بما يعجز عقلك عن قوله.

السلام النفسي ليس أن تختفي مشاكلك، بل أن تملك القدرة على مواجهتها دون أن تنكسر.

أن ترى الزحام حولك، وتبتسم في داخلك لأنك أدركت قيمة الصمت، وقوة الحضور الصادق مع نفسك.

في النهاية، اعلم أن السلام النفسي لا يُهدى، بل يُبنى.

يُبنى من صبرك، ووعيك، ومسامحتك لذاتك قبل الآخرين.

يُبنى حين تُدرك أن أكبر انتصار تحققه في الحياة

هو أن تظلّ قادرًا على حب قلبك… مهما خذلك العالم.

“أهديكم هذا المقال كقبلة على جبين أرواحكم الجميلة، لعلّكم تجدون فيه ضوءًا صغيرًا يذكّركم بأنكم تستحقون السلام…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى