مقالات

الشجرة الخطيرة

حسن محمد منصور مخزم الدغريري

حسن محمد منصور مخزم الدغريري

لقد فعلت هذه الشجرة فعلتها في المجتمعات الاسلامية عامة ؛ وفي بلاد اليمن والحبشة وجازان خاصة ؛ فما تكاد تجد مدينةً أو قريةً أو هجرةً أو بيتاً إلا وفيها من يتعاطى أكل أوراق هذه الشجرة الخطيرة ؛ ذكوراً وإناثاً ؛ صغاراً وكباراً ؛ شيباً وشباباً ؛ إلا من عافاه الله منها ؛ شجرة خلقها الله ابتلاءً من الله وامتحاناً ؛ تضر بصحة أهلها ولاتنفعهم ؛ وتفسد عقول أصحابها ولاتصلحهم ؛ ويضيع بسبب تعاطيها دينهم وأموالهم واولادهم ؛ وتحمل متعاطيها على ترك الصلوات في المساجد بسبب الادمان عليها ؛ كم هي الساعات الكثيرة التي تمر على متعاطيها حين تعاطيها ؛ وكم هي اللحظات التي تضيع في مجالس القات وبدون فائدة تذكر على آكليها ؛ بل بما فيه مضرةٌ على مرتاديها إلا ما ندر وقليل ما هم ؛ هجرت بسبب أكله مجالس العلماء والحكماء ؛ والدعاة الى الله والقراء من بيوت الله وغيرها ؛ كم من وظائف وأعمال وحقوق عطلت ؛ بسبب سهرهم بالليل على أكل القات ، ونومهم بالنهار عنها أو تكاسلهم فيها ؛ وكم في أكل القات من مفاسد ؛ وكم في تعاطيه من مضار ومصائب ؛ فلذا حذر من أكل القات العلماء ؛ ورغب عن تعاطيه العقلاء ، وتوعد على ترويجه وتعاطيه الأمراء والوزراء ؛ وجعلوه كغيره من المخدرات والمسكرات ؛ لما فيه من شر وبلاء ؛ وان كان أقل منها تخديرا وتسكيرا ؛ ولكنه أكثر منها تساهلا وتفتيرا ؛ وصدق الله تعالى إذ يقول : ( وَيُحِلُّ ‌لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ) وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كل مسكرٍ ومفترٍ ؛ كما رواه السيوطي في جامعه ؛ قال الشيخ حافظ بن احمد الحكمي رحمه الله في قصيدته نصيحة الاخوان عن تعاطي القات والتبغ والدخان :

يا باحثًا عن عفون القات ملتمسًا تبيانه مع إيجاز العبارات

ليس السماع كرأي العين متضحًا

فاسأل خبيرًا ودع عنك الممارات

كله لما شئت من وهن ومن سلس

ومن فتور وأسقام وآفات

كله لما شئت من لهو الحديث ومن

إهلاك مالٍ ومن تضييع أوقات

على العبادة قالوا نستعين به فقلت لا بل على ترك العبادات

إن جاءه الظهر فالوسطى يضيعها

أو مغربًا فعشاء قط لم يأت

وإن أتاها فمع سهوٍ ووسوسةٍ في غفلةٍ مع تفويت الجماعات

لقد عجبت لقوم مولعين به

وهم مقرون منه بالمضرات

في الدين والمال والأبدان بل شهدوا

بسكرهم منه في جُلِّ المحلات

إني أقول لشاريه وبائعه

إن لم يتوبوا لقد باؤا بزلات

فنرجو من الجميع الحذر من القات على أنفسهم وأولادهم وبلادهم ؛ وكذا ما صاحبها من شيشةٍ ودخانٍ غالباً ؛ والله نسأل أن يعيننا وولاة أمورنا للقضاء على القات وسائر المخدرات والمسكرات ؛ وأن يديم على بلادنا السعودية وبلاد المسلمين أمنها وإيمانها والخيرات في بلدانها ؛ ويكفيها شر الاشرار ، وكيد الفجار ، وشر طوارق الليل والنهار . اللهم آمين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى