الأدب والشعر

غارقة تترقب النجاة

وجنات صالح ولي

وجنات صالح ولي

هناك في عمق اللحظة، حيث لا صوت يُسمع سوى دقات قلبٍ يضرب جدران الصدر كالطبل في ليلة حرب،كانت هي…

امرأة غارقة، ليست في بحرٍ مالح، بل في مدّ مشاعرها التي اجتاحت شواطئ صبرها، كسيلٍ جارف لا يعرف سوى الهدم.

تتشبث بطوق وهميّ، خيط رفيع من الأمل، خيطٍ ربما نسجته دعوة صادقة أو ابتسامة عابرة أهدتها يومًا لمن لا يستحق.

هي غارقة، لكنها لم تنسَ أن تترقب…

تترقب تلك النجاة القادمة، ربما على هيئة كلمة دافئة، أو نظرة حانية، أو حتى في شكل يد خفية تربت على روحها المنهكة.

غارقة… لكنها لم تمت..ما زالت فيها نبضة تعشق الحياة، نبضة تعترف أنها لا تحسن السباحة، لكنها تُتقن الغرق في الحلم، وتعرف كيف تنتشل ذاتها في اللحظة الأخيرة، كطائر يفتح جناحيه على حافة الهاوية.

هي ليست ضعيفة كما يظن البعض،هي فقط أنهكتها الموجات المتلاحقة،وحين يهدأ البحر، ستنهض.

ستمسح ملح الوجع عن وجنتيها،وتمضي، تحمل في عينيها حكاية لا يقرؤها إلا من غرق يومًا مثلها، ونجا.

رسالة إلى متأمل سطوري …

يا من تقرأ هذه السطور، إن شعرت يومًا بالغرق، فتذكّر أنك لست وحدك في هذا البحر.. اجعل قلبك طوقك، وصدرك مجدافك، وآمالك شراعك الذي لا ينكسر.

حين تظن أنك على وشك الغرق، ربما تكون أقرب من أي وقت مضى إلى شاطئٍ جديد لم تكتشفه بعد.

ثق أن النجاة ليست دائمًا في الخارج… أحيانًا هي في أعماقك، تنتظر منك مجرد غمضة وعي.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى