حكاية تلفزيون الوطن


مرشدة يوسف فلمبان
في مثل هذا اليوم ٧ /٧ /٢٥ م أكتمل ٦٠ عام أي ٦ عقود من الريادة والإنتماء الإعلامي من (حكاية تلفزيون الوطن) حيث انطلاق شرارة بث التلفزيون السعودي.. ذاكرة وطنية.. عامرة بالجمال.. صوت راسخ يجلجل في آفاق عالمنا الجميل..حيث بدأ بث التلفزيون السعودي الأبيض والأسود عام ١٩٦٥م بإنطلاق محطتي إرسال في الرياض وجدة على قناة واحدة رسميََا؛ وكذلك انشاء محطة تلفزيون الدمام عام 1969. وفي المرحلة الثانية بدأ بث التلفزيون الملون في عام ١٩٧٦م.. ثم جري توحيدالبث المركزي لكل المحطات.. علما بأنه بدأ البث الملون من جدة ومكة المكرمة ثم المدينة المنورة والطائف والباحة وأخيرََا الرياض وذلك في أول أيام عيدالفطر عام ١٩٧٦م ؛ أيضا تم إطلاق بث التلفزيون السعودي الملون في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود وذلك عام ١٣٩٥ هجرية / ١٩٧٥م بتوقيع عقد مع وكالة فرنسية.
وفي الوقت الحاضر ومع التكنولوجيات الحديثة والتقنيات المستحدثة يشهد التلفزيون السعودي تحولََا نحو البث الرقمي عبر الأنترنت ومنصات البث الرقمي؛ وللحقيقة نضيف الي ان عدد قنوات التلفزيون السعودي زادت من قناتين الاولي باللغة العربية والثانية باللغة الانجليزية الي اكثر من10 قنوات رسمية( حكومية) منها الاخبارية والمنوعات والرياضية؛ كما انه تم السماح مبكرا لظهور قنوات تلفزيونية خاصة منها الاخبارية والعامة والرياضية وصل تعدادها الي الثلاثين قناة لافراد وشركات من اشهرها قنوات mbc; art; روتانا وغيرها، بالاضافة الي انتشار مجال الارسال التلفزيوني صوتا وصورة عبر الاقمار الصناعية العالمية من اشهرها ؛ عرب سات، نايل سات؛ وزاد التطور في استقبال القنوات بانتشار اجهزة الرسيفرات التي تفتح القنوات عبر الانترنت والله الحمد والمنة.
هذا وعلي الرغم من هذا الزخم الحادث في التطورات المعاصرة لمواكبة الحضارات العالمية يخطو إعلامنا التلفزيوني خطوات جبارة نحو استنهاض الهمم العالية.. وسعوديتنا العظمى عظيمة بكل المقاييس..
هذا ومع روعة الإنجازات.. وفخامة التطورات فالتلفزيون السعودي ومايبث من برامج تفوق الخيال بروعة ما تبثه القنوات والتي لا زالت تراعي القيم مع ان بث القنوات المختلفة اختلطت في سماء العالم ومنها السعودية؛ تبقي قيم الاسلام هي التي تحدد لنا كأمة مسلمة مانتقبل مشاهدته من تلك القنوات؛ لأننا سعداء بقنواتنا المتألقة ..
مع كل ذلك فإن نكهة الماضي الجميل وعالم البث الأبيض والأسود كان الأنقي رغم تقادم البرامج إلا أنها ظلت راسخة في ذاكرة المشاهد من الزمن الجميل.. فالمذيعون آنذاك كانوا أروع مثال للإبداع الإعلامي السعودي ولن يتكرروا إطلاقََا من أمثال / الإعلامي الدكتور بدر أحمد كريم.. والإعلامي المذيع المتألق في ذلك الزمن ماجد الشبل.. المذيع غالب كامل.. ومحمد حيدر مشيخ.. رحمهم الله جميعا.. والدكتور محمد صبيحي.. وسبأ باهبري حفظهم الله.. ولا يحضرني البقية..مع الأسف الشديد
ولن ننس برامج الأطفال في جدة والمدينة. والرياض؛ هذا مع احترامي وتقديري للجيل الذي جاء بعد جيل الرواد.
وبعد فإن ترانيم الطفولة التي عشناها مازالت راسخة في أذهان القدماء من المشاهدين وبرامج المسابقات وأفلام الكرتون التي لا يمكن تكرار أسلوبها ؛ حيث نتمنى من قناة ذكريات أن تتحفنا بكل جماليات الماضي ..
سيداتي سادتي لن تنطفيء قناديل الزمن الجميل مع روعة الحاضر والمستقبل.. سيظل إعلامنا المرئي متوهجا.. ونحن نعيش الحاضر الرائع بنكهة الماضي الجميل.. حفظ الله دولتنا.. وقادة الوطن ورجال الدولة المخلصين وسعوديتنا ستظل دائمََا في القمة بحفظ الله ورعايته..
وهنا يحضرني قول أبو القاسم الشابي :
إذا الشعب يومََا أراد الحياة..
فلابد أن يستجيب القدر..
ولابد لليل أن ينجلي
ولابد للقيد أن ينكسر..
أسأل المولى القدير أن يحفظ بلاد الحرمين الشريفين في ظل القيادة الحكيمة..!!! والسلام ختام.