بطلة تصفق لنفسها


وجنات صالح ولي.
كنت دائمًا أؤمن أنني لست مجرد عابرة في هذا العالم، بل روح خلقت لتترك أثرًا.
منذ طفولتي، وأنا في السابعة من عمري، كانت والدتي تجلس قربي، تنظر إليّ بعينيها اللتين تشبهان حضنًا دافئًا، تستمع إلى كلماتي المرتعشة، وتصفق لي كما لو كنت أكتب أعظم القصائد.
كانت تزرع في قلبي بذور الأمل، تقول لي:
«وجنات… أنتِ ستصبحين يومًا ما شيئًا عظيمًا. سترين! ستطيرين كفراشة، تحلقين في فضاء الحياة، تكتبين، تهمسين، وتلمسين أرواح الآخرين بنبض كلماتك.»
كبرتُ وأنا أؤمن بها، أصدق صوتها أكثر من أصوات العالم كله.. واليوم، حين أنجز شيئًا — مهما بدا بسيطًا للآخرين — أحتفل به، أصفق لنفسي، وأربّت على كتفي وأقول: «أحسنتِ يا وجنات، ما أعظمك!»
في كل ليلة، أفتح نافذتي، أترك قهوتي تدفئ يدي، وأُشعل شمعة صغيرة بجانبي.. أمسك قلمي، أتركه يرقص على الورق كما يرقص الضوء في قلب الليل.
أكتب حتى أشعر أن قلبي تنفس، أن روحي عانقت السماء، ثم أبتسم، كأنني احتضنت نفسي من الداخل.
أنا من يكتب ويزرع الكلمات كزهور برية، أنا من يلمس مشاعر الآخرين كنسمة خفيفة، حتى لو لم ينتبهوا، حتى لو لم يصفقوا.
لأني ببساطة، تعلمت كيف أكون جمهوري الخاص، ومسرحي الخاص، وكيف أحب نفسي حبًّا صادقًا يجعلني أزهر من الداخل.
أصبحت اليوم امرأة متعلمة، خلوقة، ذكية، تحلّق بجناحي فراشة، تُنير الفضاء حولها بتفاصيلها الصغيرة.
أكتب لأشبه النسمة في حياة الآخرين، أترك في قلوبهم لمسات صامتة لا تُنسى.
أنا بطلة قصتي.. أحب نفسي أكثر كل يوم.وأصفق لنفسي قبل الجميع وبكل ثقة أنا بطلة حياتي وأقول لي ولكم
لا تنتظري تصفيقًا من الخارج… حين تهتف روحك لكِ، حين تضيء شمعتك الصغيرة، تكونين أنتِ جمهورك الأبدي ونجمتك الأبدية.