حين يخف الشغف بين الأزمات والذكريات


وجنات صالح ولي
نولد جميعًا ونحن نحمل شغفًا صغيرًا في قلوبنا، شغف يُشبه الشعلة التي تنير ظلام الأيام وتمنحنا سببًا للاستمرار. لكنه، وفي غفلةٍ منّا، قد يخبو أمام قسوة الحياة…
قد نفقد شغفنا ونحن نحاول النجاة من الأزمات، نصارع الظروف القاسية، ونتحمل وجع الأيام، بينما تمر الذكريات المتعبة كأمواج صامتة تنهك قلوبنا وتسرق منّا وهج الحياة.
في رحلة المواجهة، نخوض معارك داخلية صامتة، نرتدي فيها أقنعة الصبر والقوة، بينما تتكاثر الذكريات في أعماقنا وتترك ندوبًا خفية. شيئًا فشيئًا، ينسحب الشغف من بين أصابعنا، فيخفت البريق الذي كان يمنحنا الحياة، ونشعر أننا غرباء عن أحلامنا الأولى.
كثيرًا ما نُرهق قلوبنا في محاولات إصلاح ما انكسر، ونبحث بلا جدوى عن لحظات قد تُعيد لنا ذلك الدفء القديم. وبينما نظن أننا ننجو، نكتشف أننا نترك وراءنا شيئًا من روحنا في كل محطة، حتى نستفيق في يومٍ ما ونحن نشتاق إلى أنفسنا كما كنا يومًا.
ورغم كل ذلك، يظل في أعماقنا بذور شغف صغيرة تنتظر لحظة حياة جديدة، تنتظر لمسة حنان، أو كلمة صادقة، أو حضن دافئ يعيد إليها النبض. فلنحافظ على تلك البذور، مهما اشتدت العواصف، لأنها الوحيدة القادرة على إيقاظنا من سبات الألم وإعادة الحياة إلى قلوبنا.
“الشغف لا يموت، هو فقط يختبئ في زوايا القلب، في انتظار لحظة صدق تعيده إلى الحياة.”