ذكريات الولد الشقي…الهداف


فايل المطاعنى
إذا أردت أن تعرف كيف تبدأ مسيرتك الكروية من ملعب المدرسة وتنتهي بساعة HUBLOT، فأنت تقرأ القصة الصحيحة!
أنا الولد الشقي، اللاعب الأسطوري الذي لم تُكتشف موهبته حتى اليوم، لأن لجنة الكشافين كانت منشغلة بـ”حصة الرياضيات”.
في هذه الحلقة، سأروي لكم كيف أصبحت جاري لينيكر فرع عمان… وهداف “النهيانية” المرعب!
طبعًا، أنا مثل أغلب العمانيين، أعشق كرة القدم، عشق لا يوصف!
كنا نلعبها في كل مكان: الحارة، المدرسة، حتى في الصالة إذا اختفى الكبار.
كنت أشجع المنتخب الإنجليزي، ليس عن قناعة، ولكن لأن الوالد يشجعهم، وأنا “مع الخيل يا شقرا”.
بس بيني وبينكم… قلبي كان أرجنتيني مية في المية، مع الساحر مارادونا – الرجل الذي ضيع مستقبل شلتون وسرق الكرة بيده وقال: يد الله!
كنت مهووس بالحارس بيتر شلتون، أحط صورته جنب صور والدي – تخيلوا!
لكن المفاجأة؟ أنا ما كنت حارس… كنت هداف المدرسة، حرفيًا: “جاري لينيكر فرع عمان”.
والكل يخاف من تصويباتي، حتى الحكم كان يلبس خوذة.تقام دورات بين المدارس، وكان أقوى لقاء بين “مدرسة النهيانية” (مدرستي العظيمة) و”مدرسة مالك بن أنس”( مدرستين تقعان في منطقة النيادات في مدينة العين الإماراتية )
مدرسة أخواني من جهة الوالد.يعني المباراة عندنا ما كانت “عادية”، كانت ديربي رسمي عائلي…
الوالدة تحفزني، ووالدة إخواني تحفزهم، وكل واحدة توزع عصائر موز بالحليب على لاعبيها!
كنت أحس أني ألعب مباراة بين الأهلي والزمالك… وطبعًا، أنا زملكاوي من أيام توت عنخ آمون، وقميصي فيه توقيع جمال عبدالحميد (بالقلم الجاف).
وفي مباراة الحسم…سجلت هدف أسطوري من نصف الملعب (أو يمكن من قريب، بس ما علينا من التفاصيل)،
وكان حارس المرمى هو أخي من والدي!
الكرة دخلت عليه كأنها “صاروخ أرض جو”، وسمعت صوتها تصيح: “قولللللل” قبل لا تلمس الشبكة!
بعدها، الوالدة أهدتني أول ساعة HUBLOT… ومن يومها وأنا ألبسها حتى وأنا نايم!
الساعة الوحيدة في العالم اللي تدق لما أحرز هدف… مش لما تدق الساعة!
في المباراة التالية، قرر المدرب يحطني احتياط علشان “أرتاح شوي”، والسبب الحقيقي أني سجلت على أخوي وكادت تقوم حرب أهلية في البيت.
بس لما نزلت الشوط الثاني، سجلت هدف وأنا أضحك… لدرجة الحكم سألني: “إنت طبيعي؟”
وبعد المباراة، جاء مسؤول من اتحاد الكرة وقال لي:
– “عندك موهبة… بس ناقصك شغلتين.”
قلت له: “وش هما؟”
قال: “يا توقف ضحك، يا تغير الحذاء، لأنه مكتوب عليه أديداس بس بالألوان!”
وهكذا، بدأت مسيرتي الكروية وانتهت بسرعة البرق…
بس ما زلت أحتفظ بساعة HUBLOT، وقميص الزمالك، وصورة الهدف اللي سجلته في أخوي، مطبوعة في قلبي… وفي باب غرفته!
والآن، كل ما أحد يسألني: “ليش ما كملت لاعب محترف؟”
أقول له: “لأني الوحيد في التاريخ اللي سجل هدف… وانطرد من البيت!”