زينة سليم سالم البلوشي
جروح الماضي لا تُشفى ولا تُنسى، وهي تلاحقنا باستمرار دون توقف، كأنها ظل لا يغادرنا. كم من كلماتٍ أوجعتنا، وتصرفاتٍ آلمتنا، وكم من مواقفٍ لا تُعد ولا تُحصى دمّرتنا من الداخل، حتى صرنا أجسادًا بلا روح، نسير في دروب الحياة بصمت، وكأننا لا نملك حق الكلام.
طفولة سُلبت منا، وشباب انتُزع من بين أيدينا. أصبحنا نصرخ بلا صوت، ونبكي بلا شهقات، ولم نعد نعرف للضحك عنوانًا؛ فقد صار مجرد حلم نحمله في قلوبٍ أرهقها الحنين والتعب.
في هذه الحقيقة المؤلمة، بدأت أجهل من أكون، وأفقد ذاتي شيئًا فشيئًا. أشعر وكأن لا عودة لي، فجروح الماضي أخذتني معها إلى ضياعٍ لا أعرف فيه كيف أستكمل حياتي، ولا كيف أعيشها.
هي حقًا مؤلمة، تلك الذكريات التي تسلب منك حق الحياة، وتعصر الجراح والعذاب في أعماقك، وتجعل منك أسيرًا لها.
