لغة الأرواح في الغياب


وجنات صالح ولي
حين لا يقولون لنا إنهم يشتاقون… ولكننا نشعر.
الذين يشتاقون إلينا في الغياب، لا يحتاجون لقول ذلك، نحن نشعر بهم..حتى إن لم تُرسل رسائل، ولم يطرق بابنا أحد، هناك إحساس خفي يسري في القلب يخبرنا أنهم ما زالوا هناك، بين تفاصيلنا، في ظل ذكرى، أو في بقايا حلم.
ليس الحضور وحده دليل المحبة، أحيانًا يكون الغياب هو أصدق اختبار، لأن من يحبك حقًا، لا يغيب عن قلبك أبدًا، حتى إن غاب وجهه عن عينيك.
بعض المشاعر تتحدث بصمت، وبعض الأرواح تهمس إلينا من بعيد.. كم هو مؤلم أن نشتاق لمن لا يستطيع البوح، وكم هو جميل أن نجد قلوبًا تحبنا في السر، تهيم بنا عشقًا دون أن نعلم،وكأن أرواحهم تعانقنا في الخفاء، وكأن الدعاء الذي لا نسمعه يحمل اسمنا دائمًا.
هناك من يفتقدنا رغم المسافات، من يحتفظ بنا رغم البرود الظاهر،من يجعلنا نعيش في ذاكرته كأغنية لا ينساها، كحلم مؤجل، كنبض لم ينطفئ.
وفي النهاية،ليست كل المشاعر تحتاج إلى إعلان، وليس كل حُبٍّ يُقال…
بعض القلوب تُحب بصمت، وتشتاق من بعيد،
وتُهديك مكانة في داخلها لا يزاحمك فيها أحد،
فلا تستهِن أبدًا بشعور لم يُقال…
قد يكون أصدق من كل ما قِيل.