أقلام.. مأمورة


مرشدة يوسف فلمبان
أيها الأحبة.. القلم لا يزال ولا يخط حرفًا دون مشورة صاحب الأنامل.. ولا يتخطى حدود اللياقة.. ولا يجيد التصنع بمحض إرادته إلا من خلال من يدير دفة وجهته..
فلا شك ثمة أقلام تتنوع حسب ما توجها أنامل صاحبها لتخط ما في خافقه.. فمن هذه الأقلام موجهة لتحرير حدث ما.. وما يجري في المجتمع المحلي أو العالمي من أحداث..
وثمة أقلام تقرر ما يمليه عليها أصحابها من قرارات حاسمة أو صادمة أو قرارات صائبة هادفة مبشرة بالخير أو صد مناقشات بيزنطية غير مجدية..
فثمة قلم أجير يسجل ما يمليه عليه صاحبه من أمور مسيئة وخادشة لكيان مجتمع أو مسيئة لوطن من الأوطان..
وهناك قلم لا يحلو لصاحبه سوى غرس بذور الرعب.. ونشر المخاوف بين فئات المجتمعات.. أو نثر رزاز الفسق والرذيلة على أجواء مجتمعات محافظة..
وهكذا تتفاوت فئات الأقلام في عالم السطور حسب ما جُبل أصحابها سواءً على الخير أو الشر.. من أفراح وأحزان. ومخاوف وآلام وغيرها من عناصر الأحداث المتفاوتة.. لذا فكل قلم يتبلور ما يخطه من خلال أفكار سوداء هادمة لكيان المجتمع والوطن.. أو أفكار نيرة نابضة تفيض حبًا تتغاضى عن كل ما يجرح كوامن النفوس..
أما محبرة قلمي تفيض بنواعم التوقيت يستكين فيها القلم بين مخمليات الحب والسلام يغرس في القلوب شتلات المحبة يسقيها بحسن التوجيه مع ما تخطه أناملي من إنسيابية وجمال ليبقى ذلك خالدًا عبر الأزمان وقد قيل في ذلك
الخط يبقى زمانًا بعد كاتبه.. وكاتب الخط تحت الأرض مدفونًا ، فلنحذر أحبتي التناقض بين ما نكتب وما نفعل..
فاستقامة القلم نابعة من سلوك الكاتب.. القلم يسطر أسمى معاني الكلمات وأرقاها لأنه رمز لشرف الكلمة ورافد من روافد ثقافة الكاتب.. فإن كان حامل القلم عاشقًا للتدليس رافضًا للنزاهة والمصداقية حتمًا قلمه يتخطى حدود اللياقة فيسطر كل معاني الزيف والأفكار المنحرفة ويكون مطية لقوى الشر. وأيضًا. بإمكانه امتطاء فرس الكلمة ماضيًا إلى جسور الطهر والنزاهة.. وومضات إيمانية تنير دروب القارئ لحسن المتابعة.. وتبقى آثار الأقلام الجميلة على ضفاف الأزمان لا تمحوها رياح التقادم عبر السنين!!!